إذا قررت زيارة لندن فلا مناص من أن تذهب الى الأماكن المتخصصة بتقديم شاي فترة ما بعد الظهر. فللشاي في لندن قصة وتاريخ يجعلانه من التقاليد الأساسية والمهمة في حياة الشعب الانجليزي بجميع طبقاته الاجتماعية.
ففي أول مرة سمعت بها عن تقليد تقديم شاي الساعة الخامسة بعد الظهر كما يسميه البعض، ظننت أنه مجرد فنجان من الشاي يمكن تناوله في أي مكان وأي زمان، ولم أتحمس للموضوع خاصة أنني من أنصار حزب مدمني القهوة ، إلى أن شاءت الصدفة وتوجهت الى فندق لاندمارك في وسط لندن وعرفت حينها أهمية هذا التقليد في حياة الانجليز.
عازف يعزف أعذب الألحان على البيانو، هدوء لا يتخلله إلا صوت الفناجين عندما تلامس صحونها المصنعة من أفضل أنواع البورسلين الصيني، وفضيات تزين الطاولات وعدة أنواع من الشاي والقهوة وصوان ذات الثلاث طبقات تحمل كل طبقة منها أشهى الحلويات والسندويشات والبسكويت والشوكولاته والمربى.
ناهيك من المأكولات الشهية ، فهناك الجو الجميل والمميز، يحوطه الألق الإنجليزي من كل جانب. وفي لندن تتوزع عدة أماكن، تقدم شاي بعد الظهر مع كل الأطايب التي ترافقه، من حلوى ومأكولات خفيفة وسندويشات وفواكه، لا سيما الفنادق العالمية في وسط العاصمة.
الكتابة عن خيار المكان الأفضل صعبة جدا في لندن نسبة لوجود عدد هائل من الاماكن الجميلة التي تشترك بأجواء انجليزية هادئة مع عزف على البيانو. هذا الدليل يرتكز على تجربة شخصية لتقديم لمحة سريعة لأماكن متخصصة بتقديم شاي بعد الظهر في بعض من أفضل ما تجده في لندن لأفضل شاي أو قهوة .
يقال إن تقليد شاي بعد الظهر بدأ في مطلع الأربعينات من القرن التاسع عشر عندما وجدت آنا، دوقة بيدفورد، أنه من غير المناسب عدم تقديم أي وجبة بين الغداء (عند منتصف اليوم) والعشاء الذي يقدم عند الساعة 8 أو9 مساء. لذلك طلبت إحضار الشاي مع الخبز والزبدة وبعض الأطايب مثل الفطائر والبسكويت إلى مخدعها، وعندما افتضح سرها أرادت صديقاتها الأرستقراطيات مجاراتها في تناول هذه الوجبة الخفيفة الشهية، وهكذا أصبح شاي بعد الظهر من التقاليد الأرستقراطية.