سنيورة «الدولة» يرد على حزب الله «التنظيم»

قال في خطاب متلفز: فرضتم علينا حربا دفعنا ثمنها .. والآن تريدون إسقاطنا؟

TT

ألقى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مساء أمس خطابا تلفزيونيا مثل فيه «هيبة الدولة» ورد فيه على حزب الله «التنظيم» بينما بدا أن لبنان دخل أمس مرحلة المواجهة الفعلية بين السلطة والمعارضة التي نفذت تهديدها بالنزول الى الشارع بإعلان «ساعة الصفر» لتجمع حاشد في وسط بيروت ينتهي باعتصام قالت انه لن يتوقف حتى سقوط الحكومة وتأليف حكومة وحدة وطنية وإعداد قانون انتخاب جديد. وفي المقابل رد السنيورة، أمس على دعوات الإضراب فقال «لن تردعنا التهديدات ولن ترهبنا الإنذارات». وذكر اللبنانيين بأن حكومته هي «حكومة الاستقلال الثاني» وان «الاستقلال مستهدف والنظام الديمقراطي في خطر والمصير الوطني تهدده الأطماع ومشاريع النفوذ وتنذر بعودة الوصاية وجعل البلاد مجددا ساحة للصراعات».

وأشار الى أن الحكومة تعرضت لكل ألوان الضغوط والتهويل، وأضاف:«لقد دعونا الى تجاوز خلافاتنا والأخطاء اللي ارتكبت من جراء التفرد والحسابات الخاطئة والهواجس والشكوك»، مذكرا بأن العدوان الإسرائيلي كلف لبنان كثيرا. وقال «لقد فرضت علينا الحرب من دون أن تحسب لها حسابات. ولقد أثقلت تلك الحرب الأعباء على اللبنانيين، وهي تزداد بفعل التوتير السياسي المتصاعد والمتفاقم». وأكد السنيورة أن يده ممدودة دائما لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمشاركة «لكن للمشاركة الصادقة وليس للتعطيل أو الابتزاز».

وفيما أكد حق المعارضة في التظاهر، دعاهم لأن يعوا أن «حريتهم تقف عند حرية سواهم وحقهم بالأمن وحرية الانتقال وحفظ أرزاقهم ومصالحهم». وكرر موقفه بأنه «لن نسمح بالانقلاب على النظام الديمقراطي وقواعده ومؤسساته»، وبأنه لا طريق أمان اللبنانيين «غير طريق التلاقي والحوار، والحوار يقتضي ألا يملي أحد على الآخر شروطه ويلجأ ، إن لم تقبل، الى الاتهام والتجني والتصعيد».

وبعد أن اعتبر ان ما يجري هو «محاولة مفضوحة لإسقاط حكومة لبنان وشرعية لبنان»، دعا اللبنانيين لأن يرفعوا أعلام لبنان اليوم، كل من نافذته ومن شرفته مؤكدا، ردا على «أحدهم» الذي نادى بالويل والثبور وعظائم الأمور، أن «لا احد أكبر من لبنان ولا احد أغلى من شعبه وإرادته ومستقبله وشرعيته».

وأضاف «اقول باسم الدستور لا طريقة لإسقاط الحكومة إلا من خلال مجلس النواب، وكل ما عدا ذلك باطل وقبض ريح وخروج عن الدستور وانقلاب بدأنا نتصدى له مع سائر المواطنين بكل الوسائل المشروعة والمتاحة».

وعدد الاغتيالات التي استهدفت عددا من الشخصيات اللبنانية المناهضة للسياسة السورية خلال العامين الماضيين وصولا الى اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل، وقال «نسمع البعض يحمل الحكومة مسؤولية الجريمة، والجميع يعرف أن قدراتنا الأمنية كانت مصادرة من قوة الوصاية (وذلك في إشارة الى سورية) لسنوات طويلة». وأكد «نحن ماضون ومصممون بعزيمة لا تكل لإعادة بناء قدراتنا الأمنية والدفاعية». وحول الحوار الوطني الذي بدأ في مارس الماضي، قال السنيورة «التقينا واتفقنا واختلفنا، غير أن ما اتفقنا عليه لم يسلك طريق التنفيذ، وما اختلفنا حوله انقلب أداة للتخوين والتخويف والتهديد»، في إشارة الى نقطتين بقيتا عالقتين، وهما مسألة رئاسة الجمهورية وسلاح حزب الله.

ويذكر أن «مسلسل» إطلاق التحرك للنزول إلى الشارع بدأت ليل اول من امس بكلمة متلفزة لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون. واستكملت أمس بكلمة للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، لتتوالى كلمات زعماء القوى المعارضة مع تحديد توقيت التحرك وعناوينه.

وتحدثت معلومات عن وساطة اللحظات الأخيرة في منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري ليلا، غير ان الاخير نفى ذلك وقال لـ «الشرق الأوسط»: «في الوقت الحاضر نحن ذاهبون لنتظاهر». غير انه لم يقفل الأبواب أمام إمكانية معاودة الحوار، قائلا: «اليوم أمر، وغدا من يعلم».