من هو اليهودي؟

بعد جدل في إسرائيل بسبب 300 هندي

TT

فتح موضوع هجرة حوالي ثلاثمائة يهودي من الهند إلى إسرائيل، مطلع هذا الأسبوع، من جديد ملف الألغام حول السؤال المزمن في صفوف اليهود: «من هو اليهودي». وكان موضوع استيعاب يهود آسيا قد تفجر منذ مطلع سبعينات القرن الماضي في إسرائيل، عندما رغبت الحكومة في استقدامهم بينما رفضت المؤسسة الدينية الأرثوذكسية الاعتراف بيهوديتهم. وإزاء هذا التجاذب، تأسست جمعية يهودية تسعى للاعتراف بهم، بدعوى أنهم من بقايا السباط اليهودية العشرة التي طردها الآشوريون من مملكة إسرائيل في العام 920 قبل الميلاد ونقلوها إلى العراق، ومن هناك تاهت واختفت آثارها، حسب ما يرى اليهود. وقال رجل دين من اليمين المتطرف: إن كل الشعب الأفغاني وبضعة ملايين من سكان باكستان والهند هم من أولئك اليهود الواجب إحضارهم إلى اسرائيل، وهو يقدر عددهم بعشرين مليون نسمة. ومع هذا التجاذب لم يكن صدفة أن الإسرائيليين، صحافة وجماهير وقيادة، استقبلوا اليهود الآسيويين، بنفس طريقة استقبال اليهود الإثيوبيين. فقد شكك الكثيرون بيهوديتهم واتهم المتدينون المتزمتون منهم الحكومة بمواصلة المساس «بالنقاء اليهودي»، بواسطة زيادة عدد الغيار (غير اليهود) في إسرائيل. وانضم كثير من العلمانيين إلى المنتقدين فقالوا إن يهود آسيا لا يمتون لليهودية بصلة وكل ما هناك هو أنهم يفتشون عن مستوى معيشة ينقذهم من حالة الفقر المدقع التي يعيشونها، وقد سمعوا عن مستوى المعيشة العالي في إسرائيل ودرسوا أسرار الحياة الإسرائيلية والتيارات اليهودية والصراعات بينها فأتقنوا لعبة الانخراط فيها وأداروا معركة ناجحة للهجرة إلى إسرائيل.

وحسب العقيدة اليهودية يعتبر اليهودي من تكون أمه يهودية أو من يقول انه من ذرية يهودية ويثبت انه حافظ على أحكام الدين، وحرص على احترام حرمة السبت والطقوس رغم بعده عن جذوره، أو من عبر عملية تجيير دينية في اليهودية (أي عملية تهويد)، أو من ولد لأم عبرت عملية التجيير. والخلاف هو حول البندين الأخيرين. فمن يدعي انه من سلالة يهودية وانه التزم بالشرائع اليهودية عليه أن يأتي بالبرهان. ومن يريد التهويد عليه أن يختار رجال دين يهودا يقبلون بتهوده ويعترفون بأنها كانت عملية طاهرة.