الإنترنت.. «منجم» قصص للصحافيين

علاقتها بالصحف تطورت من مجرد ناقل للمحتوى إلى مصدر لا غنى عنه

TT

طلبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في الأسبوع الماضي، التحقيق في محتويات شريطي فيديو على الأقل متعلقة بتصرفات «سيئة» لمن يفترض انهم جنود أميركيون في العراق... هذين الشريطين لم تحصل عليهما احدى وسائل الإعلام الأميركية، كما كان الحال في صور فضيحة أبو غريب... ولكن كان مصدرها موقعا الكترونيا ـ غير إخباري ـ على الانترنت هو موقع «يوتيوب»، الذي يشتهر بكونه مرجعا عالميا في كليبات الفيديو على انواعها، التي يضيفها الى الموقع اكثر من 72 مليون مستخدم مسجل حول العالم، من الأغاني المصورة الى اللقاءات التلفزيونية الى المواد التي يصورها المواطنون العاديون. وخلال السنوات الماضية تحولت الانترنت الى مصدر مهم بالنسبة للصحافيين للحصول على قصصهم، بدءا من تلك ذات الطابع الأمني والغاية في الجدية، مثل رسائل الفيديو المسجلة او البيانات الصحافية، التي تصدر عن التنظيمات الارهابية كـ«القاعدة» على المواقع الاصولية، التي بات على الصحافيين المتخصصين في الارهاب الاطلاع عليها باستمرار... وصولا إلى أخبار الترفيه والعجائب كالقصة التي تناقلتها وسائل الاعلام قبل عامين، عن وصول سعر قطعة لبان (علكة) لفظتها المغنية الأميركية الشهيرة بريتني سبيرز إلى 14 ألف دولار أميركي، على أحد مواقع المزادات الالكترونية. من جهته، يوضح مدير شركة «انوفايشن» للاستشارات الاعلامية في المملكة المتحدة، خوان سنيور، أن عددا كبيرا من الصحافيين لا يزال يعتقد ان الاعلام التقليدي لديه «احتكار» على الأخبار، مضيفا علاقة الصحف والانترنت مرت بمراحل مختلفة، ويشرح أن المرحلة التي تلت ظهور شبكة الانترنت، وتحديدا بين عامي 1995 و1999، اتسمت باستخدام الصحف للانترنت كوسيلة لنشر ما تحتويه الطبعة الورقية الكترونيا، ويضيف «وبين عامي 1999 و2003 أصبحنا نلاحظ أن الصحف تعد محتوى خاصا بمواقعها الالكترونية». أما مرحلة ما بعد عام 2003، التي اتسمت بولادة ما يسمى «المواطنون الصحافيون» (سيتيزن جورنالستس) فيقول سنيور بأنها تحتم على الصحافيين مراقبة الانترنت تماما، كما تراقب مصادر الاخبار الأخرى من أشخاص ومؤسسات.