صديقات هوايتهن التقليد الأعمى

TT

عندما اعتدت العارضة السمراء على صديقة لها بالضرب لا لسبب إلا لأنها حضرت مناسبة بفستان مطابق للفستان الذي كانت ترتديه، ثارت وسائل الإعلام عليها ولم تفهم كيف يمكن أن يستفز أمر بسيط مثل هذا واحدة إلى حد استعمال العنف. والحقيقة أن ردة فعل ناعومي كامبل كان مبالغا فيها وغير مقبولة، لكنها قد تكون مفهومة لبعض النساء ممن يعانين من تقليد صديقاتهن أو معارفهن لهن في كل كبيرة أو صغيرة إلى حد يتحول معه الأمر إلى مرض يجب معالجته بشكل أو بآخر. فالصديقة لم تلبس فستانا مشابها فحسب، لكنها سرقت ناعومي من تميزها في هذه الليلة، كما سرقت جهدها الذي بذلته في اختياره، هذا عدا عن الوقت.

ظاهرة التقليد بين الفتيات الصغيرات، أي في سن المراهقة، قد تكون أمرا عاديا، حيث لا يزلن في هذه السن في مرحلة تكوين شخصياتهن وبلورة أسلوبهن، لكن أن تستمر هذه الحالة معهن إلى مرحلة الشباب والنضج فهنا المشكلة. والمقصود هنا ليس التقليد بمفهومه الإيجابي الذي يترجم كإعجاب، بل التقليد الأعمى الذي ينطوي على عدم ثقة بالنفس أو على غيرة مجنونة. يقول الدكتور فايز الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن «الغيرة هي أحد مظاهر السلوك الإنساني، ولها شقان؛ الأول فطري غريزي نستطيع أن نلاحظه بين الأطفال والإخوة الصغار حيث يتنافسون في جذب انتباه المحيطين بهم سواء كانوا من الأسرة أو المحيط الخارجي، والشق الثاني مكتسب عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية، وهي عملية معقدة جدا تبدأ من الطفولة، وتلعب الأسرة فيها دورا أساسيا.