أوروبا تتحدث 23 لغة

المنافسة بين الفرنسية والإنجليزية على الصدارة

TT

ظهرت على لوحة كبيرة خلال المؤتمر الصحافي اليومي للاتحاد الاوروبي، اسماء اللغات العشرين التي من المفترض ان تترجم اليها الأسئلة والأجوبة. منظر هذه اللغات مكتوبة على لوحة رقمية ضخمة باللون الأحمر كانت اشبه بلوحات الوصول والمغادرة بالمطارات. ظهرت أعلى اللوحة اللغات الرئيسية، الانجليزية والفرنسية والألمانية، وأسفل اللوحة اللغات الليتوانية والمجرية والسلوفينية. عندما نشأ الاتحاد خلال عقد الخمسينات من القرن الماضي لم تكن بريطانيا بين الدول المؤسسة، وكانت اللغة الفرنسية في ذلك الوقت اللغة في مجالي الدبلوماسية والسياسة الدولية. وعندما انضمت بريطانيا الى الاتحاد عام 1973 تلقى الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت جورج بومبيدو، التزاما من لندن بأن يكون كل الذين ترسلهم الى عاصمة الاتحاد في بروكسل من المتحدثين للفرنسية بطلاقة. لا تزال بريطانيا متمسكة بهذا الالتزام حتى اليوم، إلا ان الجميع حولهم يتحدثون الانجليزية. ومن المقرر ان تنضم الى الاتحاد في يناير (كانون الثاني) المقبل كل من بلغاريا ورومانيا، ومقرر ايضا ان يجري الاعتراف رسميا بالغيلي كلغة رسمية لآيرلندا الى جانب اللغة الانجليزية. وبدخول بلغاريا ستدخل مجموعة الحروف الابجدية السيريلية ضمن مجموعات الحروف المستخدمة في بروكسيل الى جانب مجموعة الحروف اللاتينية واليونانية. يضاف الى ذلك ان لدى اسبانيا الحق في الحصول على اعتراف من الاتحاد الاوروبي بالباسكية والكاتالونية والغاليسية كلغات اقليمية «شبه رسمية». وبذلك سيصل عدد اللغات الرسمية بالاتحاد الاوروبي الى 23 لغة، ويعني ذلك ان كل الوثائق الرسمية، بما في ذلك 90 ألف صفحة حول الاتفاقيات والمعاهدات السابقة، ستكون مترجمة الى هذه اللغات. إلا ان تكلفة ذلك هائلة، إذ ان ميزانية الاتحاد تبلغ 1.3 مليار دولار في العام ويعمل به 3000 موظف في الترجمة المكتوبة والترجمة الفورية. لذا لا غرابة في ان غالبية المسؤولين وغيرهم ممن يعملون هنا يستخدمون الانجليزية. ويقول مارك اوليفير جيندري، المسؤول في البعثة الفرنسية عن تعزيز وجود اللغة الفرنسية، ان عددهم في بروكسل وحدها يبلغ 500 على الرغم من انه لا يعرف بعد، كما يقول، الأثر على المدى الطويل. التأكيد الفرنسي على اهمية الحق المتعلق باللغة يتردد في مختلف أنحاء الاتحاد الاوروبي، إلا ان ذلك يستتبع بعض الصعوبات أحيانا. فعندما انضمت جزيرة مالطا الى الاتحاد الاوروبي قبل حوالي عامين بدأت بروكسل في البحث عن مترجمين للغة المالطية، التي يتحدثها فقط سكان الجزيرة البالغ عددهم حوالي 400 ألف نسمة، إلا ان بروكسل لم تنجح في العثور على مترجمين، الأمر الذي اضطرها للجوء الى تنظيم دورات دراسية في الترجمة في لندن، حيث يعيش الكثير من سكان مواطني مالطا.