كازاخستان ترفع مستوى الذكاء .. باليود

TT

تأكدت فالنتينا سيريوكوفا ان رسالتها حققت فحواها عندما سمعت ان تلميذا وصف زميلا له بالغباء. وصاح عليه «هل تعاني من نقص اليود؟».

وفي الواقع فإن كزاخستان اصبحت مثالا على امكانية تحقيق دولة ضخمة نامية، مثل هذه الدولة الواقعة في اسيا الوسطى، نجاحا في مجال الصحة العامة. ففي عام 1999، كانت نسبة البيوت التي تستخدم الملح المحتوي على اليود 29 في المائة فقط. وقد بلغت النسبة الان 94 في المائة. ومن المتوقع، ان تعلم الامم المتحدة في العام القادم ان كزاخستان خالية من اضطرابات نقص اليود.

ولم يكن هذا التحول بسيطا. فقد كان على الحملة مواجهة شكوك واسعة النطاق بخصوص اليود، المنتشرة بكثرة في عديد من الأماكن، بالرغم من ان وضع يود في الملح ربما يكون ابسط وارخص الاجراءات الصحية في العالم. فكل طن من الملح يحتاج الى اوقيتين من يودات البوتاسيوم، التي يصل ثمنها الى 1.15 دولار.

وعلى المستوى العالمي تبين ان ملياري نسمة (ثلث البشرية) يحصلون على كميات غير كافية من اليود، بما في ذلك مئات الملايين في الهند والصين. وقد كشفت الدراسات ان نقص اليود هو السبب الرئيسي لمنع التخلف العقلي. بل ان النقص المعتدل ولا سيما في النساء الحوامل والرضع، يخفض مقياس الذكاء بنسبة تتراوح بين 10 الى 15 في المائة.

وقد طالب مؤتمر قمة الطفولة الذي عقد في عام 1990 بالقضاء على نقص اليود بحلول عام 2000، ويقود الحملة البروفسور جاك لينغ رئيس المجلس الدولي للتحكم في امراض نقص اليود، وهي لجنة مكونة من 350 عالما تشكلت عام 1985، وهي الحملة التي تشارك فيها اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي ووكالات المساعدات الاجنبية في كندا واستراليا وهولندا والولايات المتحدة وعدد اخر من الدول.

وفي عديد من دول العالم، مثل اليابان، يحصل الناس على اليود من الاطعمة البحرية والخضروات التي تنمو في الاراضي الغنية باليود او الحيوانات التي تأكل حشائش تنمو في مثل تلك الاراضي. ولكن حتى الدول الثرية، بما في ذلك الولايات المتحدة واوروبا، تحتاج الى دعم ذلك بالملح الذي يحتوي على اليود.

المشكلة ليست في توفير اليود نفسه فيمكن رشه على الطعام، ولكن المشكلة هي العلاقات العامة.

ففي بعض الدول، تنتشر شائعات على ان نشر استخدام اليود يعتبر محاولة حكومية لتسميم واحد من الاشياء الحيوية. وفي بعض الدول الاخرى تصر جماعات الحريات المدنية على الحق في اختيار ملح نقي. وقائمة الشائعات لا تنتهي فاليود مسؤول عن الايدز وانتشار السكر والعجز الجنسي.