ليس كل ما يبرق ماسا

المستقبل للملون وغير المصقول منه

TT

اتجاه الموضة حاليا يشير إلى أن النساء «العارفات» بدأن يقبلن على الماس بشكله الخام، أي غير المصقول، حتى يتجنبن بريقه وما قد يتضمنه من معان ترتبط بـ«حديثي النعمة» ونجوم الهيب هوب، خصوصا بعد ان عرفت أحجامه في الآونة الأخيرة تزايدا مبالغا فيه يجعله يبدو في بعض الأحيان غير طبيعي أو حقيقي.

تقول آيلين سبان، مديرة العلاقات العامة بشركة ديبيرز إلفي العالمية أن «الألماس غير المصقول يعيش فترة ذهبية هذه الأيام، فعندما طرحنا مجموعة «تاليسمان» التي تشمل هذا النوع من الألماس ويحمل كل تصميم منها قصة أو موروثا ثقافيا، عرفت إقبالا منقطع النظير لم يضاهه سوى الإقبال على الألماس الملون». من جهتها تؤكد لورنا واتسون المديرة الفنية لمؤسسة متخصصة بتقييم المجوهرات أن «هناك اتجاها ملحوظا نحو المنتجات والمجوهرات الناعمة ذات الأوجه المتعددة، التي تتضمن بعض الموروثات الحضارية والثقافية والرموز إلى جانب الحرفية. فرغم اننا كلنا نحب الماس، وهذا أمر لن يتغير مهما طال الزمن، إلا ان التركيز حاليا على تصميمه وطريقة ارتدائه». تجدر الإشارة إلى ان الاتجاه إلى الماس الخام ليس جديدا، فمهاراجات الهند كانوا يفضلونه مطفيا، أي من دون صقل، للحفاظ على سحره وغموضه، كما اعتاد الأوروبيون، من العصور القديمة وحتى عصر النهضة، على استعماله في شكله الطبيعي مثمن الأسطح إيماناً منهم بأنه يؤمن لهم الحماية والحظ الوفير والقوة ويبعد عنهم الأمراض والأرواح الشريرة. وحتى عندما بدأت عمليات صقله لم تكن بشكل جذري، بل كان الخبراء يصقلون جوانبه فقط لفسح المجال للضوء بدخول الماسة، ولم يقبل الناس على صقله تماما للحصول على المزيد من البريق إلا في القرن السابع عشر، ومن هنا بدأ تقييمه على اساس بريقه وصفائه وطريقة قطعه. في القرن العشرين تطورت طريقه صقله بشكل غير مسبوق، نتيجة تطور التقنيات المستعملة، لكنه للاسف ايضا ارتبط بمغني الهيب هوب وموسيقى الراب، وحديثي النعمة، مما افقده بعض سحره وغموضه، وجعل الأنيقات النخبويات يتهربن من بريقه، أو ما يعرف في أوساط الموضة بـ«البلينغ» Bling، ويبحثن في المقابل عن قطع بتصاميم مبتكرة تقول «أنا مميزة وأتمتع بذوق رفيع لذلك أبحث عن ما يناسبني، عوض ان يصرخ فقط: أنا ثرية ولدي إمكانيات مالية عالية». وربما هذا ما أفسح المجال للماس الملون، والأحجار الكريمة الأخرى، بدخول المنافسة والاستحواذ على قلب المرأة وإمكانياتها. جولة سريعة في شارع «أولد بوند» Old Bond Street، حيث تتراص محلات المجوهرات المعروفة مثل، شوبار، غراف، مسيف، شاتيلا، ديفيد موريس، هاري وينستون وغيرهم، تؤكد أن البطولة حاليا للألوان. فغراف التي تمتلك نسبة 60% من الماس الأصفر في العالم، تبدو كمن أخرجت كل ما في خزينتها لعرضه في الواجهة. وغراف ليست وحدها في هذا، إذ يبدو وكأن هناك اتفاقا بين كل المحلات على جعل الشارع مزينا بألوان قوس قزح. الجميل ان أحجامها الكبيرة لم تؤثر على قيمتها، أو بالأحرى مصداقيتها، فهي تبدو رائعة وتستمد هذه الروعة من ندرتها، خصوصا إذا اخذنا بعين الاعتبار ان توفر ماسة تصل إلى أكثر من 5 قراريط تعتبر واحدة في المليون في العالم.