السعودية: العائدون من غوانتانامو يأملون في توظيفهم وتزويجهم

الداخلية رتبت لقاء العائدين الـ16 بذويهم

TT

«وين هالصوت.. صار لنا زمان ما سمعناه».. بلهجة بدوية بسيطة، باغت حمدان النور ولده أنور، أحد العائدين من معتقل غوانتانامو، بمجرد أن وطئت قدماه أرض الرياض، وسمح له بمهاتفة والده، الذي أجهش بعدها بالبكاء.

حال والد أنور النور، التي لا تختلف كثيرا عن باقي أسر العائدين من معتقل غوانتانامو، عند لقائهم بأبنائهم، غير أن جل ما يشغلهم بعد لقائهم بأبنائهم، هو ما المصير الذي ينتظرهم بعد خروجهم للحياة العامة.

غير أن محمد العنزي، شقيق العائد سلطان ساري، أكد أن الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، طمأن الأهالي بألا يخافوا على مستقبل أبنائهم، حيث هناك توجه لدى وزارة الداخلية بإعادة تأهيل العائدين لانخراطهم في المجتمع، بتوظيف المفرج عنهم، والمساهمة في تزويجهم أيضا، في خطوة تعكس الاهتمام بضرورة أن يعودوا أعضاء فاعلين في المجتمع.

المستمع للحديث الذي يدور بين العائدين وذويهم، يلاحظ أن الحديث لا يخلو في بعضه من الجد والهزل، فهذا يسأل عن أوضاع «الحلال»، وهو مصطلح يستخدمه السعوديون للتعبير عن مجموعات الإبل وقطعان الغنم التي يمتلكونها، ويقومون برعايتها خارج أسوار المدن. وآخر يحكي كيف تم القبض عليه وبيعه للقوات الأميركية، رغم أنه كان هناك في مهمة إغاثية.

وكانت وزارة الداخلية السعودية، قد سمحت لعائلات العائدين بزيارة أبنائهم الـ16 منذ الرابع عشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حتى أول من أمس، بواقع زمني يتخطى حاجز الـ4 ساعات يوميا، تبدأ من الثانية ظهرا، وتنتهي في تمام السادسة مساء، فضلا عن تكفل الوزارة بكافة تكاليف سفر وإقامة عائلات المعتقلين العائدين.

وسعت عائلات العائدين الـ16 من غوانتانامو، أن تكون حلقة وصل بين أبنائهم العائدين، وعائلات المعتقلين الذين لا يزالون رهن الاعتقال في المعتقل الأميركي. فيما لا تزال العائلات التي لها أبناء في غوانتانامو، تعاني من انقطاع أخبار ابنائها عنها، وتستغل كل فرصة تعود فيه دفعة جديدة، للاستفسار منها عن أوضاع أبنائها داخل المعتقل.