ماس النزاعات.. نهر أم قطرة

تضارب في نسبة الموجود بالأسواق من مناطق الحروب

TT

تكمن المفارقة في ان الماس المستخرج من مناطق النزاع اكثر ندرة مما كان عليه قبل بضع سنوات مضت. فحين كان متمردو سيراليون يقطعون أطراف المدنيين في حرب كان تمويلها يأتي من مبيعات الماس لم يلفت الناشطون في حملات الاحتجاج على ماس مناطق النزاع أي اهتمام من هوليوود. ويقول روري آندرتون، الخبير في الماس المستخرج من مناطق النزاع، ان القضية في ذلك الوقت، خلال عامي 2000 و2001، لم تكتسب الاهتمام الذي اكتسبته خلال السنوات القليلة السابقة، علما بأن الحرب في سيراليون قد توقفت منذ عام 2002. إلا ان هذا الغضب المتأخر لا يزال استخدامه ممكنا في معركة كسب التعاطف. فالناشطون في حركة الاحتجاج ضد الماس المستخرج من مناطق النزاع لم يناشدوا الزبائن على مقاطعة الماس، لكنهم يريدون ان يدرك اصحاب محلات بيع الماس ان الأمر لم يعد كما كان في السابق، وذلك عن طريق حث المشترين على التحلي بصرامة وجدية اكثر في معرفة مصادر الماس المعروض للبيع في هذه المحلات. ولكن كيف يمكن إثارة اهتمام ومخاوف الزبائن والتقارير تقول ان 1 بالمائة فقط من الماس المعروض للبيع في السوق مستخرج من مناطق النزاع؟ وفي اطار حملة علاقاتها العامة، لمنع الأضرار التي تحيط بالماس، ركز قطاع الماس على نسبة 1 في المائة كدليل على نجاحها في القضاء على الماس المستخرج من مناطق النزاع.

ويأتي ماس النزاعات في معظمه من الحروب في انغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسيراليون، وهي الدولة المشار اليها في فيلم blood diamond. ويسيطر المتمردون على مناطق انتاج الماس في تلك الدول ويجبرون عمال المناجم على البحث على الماس في الانهار. وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الحروب مشتعلة كان الماس المستخرج من مناطق النزاع يمثل 15 في المائة من تجارة الماس في العالم.