فصائلها المتنوعة تلعب دورا في النحافة والبدانة البكتيريا الصديقة .. مسؤولة عن السمنة

TT

في دراسة طبية فريدة من نوعها، طرح الباحثون الأميركيون تساؤلات عدة حول دور تنوع الفصائل البكتيرية في أمعاء الإنسان في احتمالات الإصابة بالسمنة أو المحافظة على وزن معتدل للجسم. وبالرغم من جوانب عدة لا تزال غامضة في التحليل والاستنتاجات من الدراستين، إلا أن ووفقا لما قالته البروفسورة مارغريت ماك فال_نغاي من جامعة ويسكنسون: دراسة العلاقة بين صحة الإنسان والبكتيريا الصديقة في أمعائه هي اختراق علمي يفتح آفاقا واسعة لطرق جديدة في النظر إلي السمنة ووسائل معالجتها، إذ طالما احتار الناس في سبب قابلية البعض للسمنة وعدم قابلية الآخرين لها.

وكانت مجلة نيتشر العلمية قد عرضت، في عدد 21 ديسمبر الحالي، دراستين للباحثين من جامعة واشنطن بسانت لويس في ولاية ميسوري الأميركية، مفادهما أن اختلاف النسبة في مستويات أعداد نوعين من فصائل البكتيريا الصديقة في الأمعاء، هو ما يلعب دوراً مهماً في مدى تحلل مكونات الأطعمة التي يتناولها الإنسان، اضافة الى ما تقوم بها أنظمة الجهاز الهضمي. وهو ما أثبتوا جوانب منه عبر اختلاف واضح في عمل بكتيريا الأمعاء الصديقة لدى الناس السمينين عما هو الحال لدى الناس النحيفين، وكذلك بين حيوانات التجارب السمينة والنحيلة في المختبرات. وهذا ما يرون انه يُعلل سمنة البعض أو حفاظ البعض الآخر على معدل طبيعي للوزن، بالرغم من تناولهم نفس كمية الوجبات الغذائية وأنواع محتوياتها.

وأضاف العلماء بأن فصيلتي بكتيريا باكتيروديتيس وبكتيريا فيرميسيوتيس، هما أهم الفصائل المسيطرة علي مجريات الأحداث في مجتمعات بكتيريا الأمعاء الصديقة التي يصل تعدادها إلي بضعة تريليونات! ولاحظوا أن الفئران السمينة لديها تعداد أقل في بكتيريا باكتيروديتيس مقارنة بالنحيلة منها. وأن بكتيريا فيرميسيوتيس نشطة في هضم الطعام الموجود في الأمعاء بشكل يفوق ما تقوم به بكتيريا باكتيروديتيس.

أما في الإنسان فإنهم وجدوا، بمتابعتهم نسبة تعداد مختلف فصائل بكتيريا الأمعاء الصديقة لدى 12 شخصاً سميناً بعد اتباع حميات لخفض الوزن خلال عام، أنه كلما نقص وزن الجسم ارتفع تعداد سكان أمعائه من بكتيريا باكتيروديتيس.