صدام.. نهاية جدلية

استهجان سعودي واستياء مصري لتوقيت التنفيذ > المدعي العام لـ الشرق الاوسط : أبلغت قبل 3 ساعات من التنفيذ

TT

* تسليم جثة الرئيس المخلوع لعشيرته ودفنه اليوم > عملية الإعدام استغرقت 25 دقيقة والوفاة حدثت في 10 دقائق الكويت: احمد عيسى بغداد ـ الرياض ـ القاهرة ـ عمان: «الشرق الأوسط» - طويت امس حقبة مهمة من تاريخ العراق الحديث، بتنفيذ حكم الاعدام شنقا بالرئيس السابق صدام حسين، فجر اول ايام عيد الاضحى، ما أثار جدلا حول توقيت الاعدام. كما اثار اعدامه جدلا ايضا في العراق وعربيا حول التوقيت في اول ايم عيد الاضحى ودوليا. وفيما اعتبرته واشنطن «مرحلة مهمة» نحو الديمقراطية، رأى الفاتيكان فيه «خبرا مفجعا» وذكرت دول اخرى بمعارضتها لهذه العقوبة.

وبعد جدل استمر طوال يوم امس حول دفنه قالت احدى أعضاء فريق الدفاع عن صدام ان جثمان الرئيس العراقي المخلوع نقل على متن طائرة اميركية الى مسقط رأسه في تكريت امس حيث سلم الى زعماء عشائر لدفنه. وقالت المحامية اللبنانية بشرى الخليل لرويترز ان جثمان صدام موجود الان في تكريت، ويتوقع ان يدفن اليوم في مسقط رأسه.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان صدام حسين كان «طاغية لا يمثل اي طائفة من الشعب.. ولا يمثل الا نفسه الشريرة». ودعا انصاره الى التصالح كما اشار الى ان اعدامه يعد درسا للحكام المستبدين في العالم. ووصف مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي، عملية الاعدام قائلا ان صدام «صعد بهدوء الى المنصة وكان قويا وشجاعا». وكان مقيد اليدين والرجلين ويحمل مصحفا. وقال سامي العسكري، وهو سياسي مقرب من المالكي، شهد عملية الاعدام ان العملية استغرقت 25 دقيقة، وان وفاته تمت بعد 10 دقائق من فتح باب في الارض تحت قدميه. وقال مسؤول اخر ان صدام دخل القاعة يحيط به 6 حراس ملثمين وأجلسوه في مقعد، وعندما شاهد الكاميرا تدخل لتسجيل الحدث بدأ يردد عبارات كالتي كان يرددها في المحكمة مثل «يحيا العراق وعاشت فلسطين»، وشعارات اخرى. وتحدث الربيعي عن «بعض المشادات الكلامية قبل صعوده الى المشنقة لرفضه وضع كيس أسود على رأسه». من جهة أخرى قال منقذ الفرعون، المدعي العام في محكمة الجنايات العليا الذي كان قد حضر عملية إعدام صدام حسين، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس إنه «تم استدعائي في الساعة الثالثة من فجر اليوم (أمس) أي قبل 3 ساعات من التنفيذ وتم اصطحابي الى موقع التنفيذ في مبنى الاستخبارات العسكرية في منطقة الكاظمية».

وأوضح الربيعي من جهته أن «إعدام برزان التكريتي رئيس المخابرات السابق، والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد البندر التكريتي أرجئ الى ما بعد عيد الأضحى». وعلى صعيد ردود الفعل العربية والجدل حول توقيت الاعدام اول ايام عيد الاضحى المبارك، بثت وكالة الانباء السعودية تحليلا لمحررها السياسي اشار الى شعور بالاستغراب والاستهجان ان يأتي تنفيذ الحكم في الشهور الحرم وفي اول ايام عيد الاضحى المبارك.

وقالت الوكالة ان ملايين المسلمين تنتظر ان ينظر العالم كله لا القيادات السياسية في الدول الاسلامية فقط باحترام لهذه المناسبة العظيمة وهيبتها ومكانتها في نفوس وضمائر المسلمين لا ان يستهان بها. من جانبها اعربت وزارة الخارجية المصرية امس عن «الاسف» لقيام السلطات العراقية بتنفيذ حكم الاعدام بحق صدام وان يكون ذلك فى اول ايام عيد الاضحى «دون مراعاة لمشاعر المسلمين.. واعربت ايران والكويت عن ارتياحهما لاعدام صدام الذي خاض حربا طويلة ضد الاولى وغزا الثانية.

دوليا صرح الرئيس الاميركي جورج بوش في بيان بأن اعدام صدام يشكل «مرحلة مهمة على طريق العراق باتجاه ديمقراطية يمكن ان تحكم نفسها بنفسها».

وجاء الرد البريطاني على لسان وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أمس التي قالت ان صدام «دفع ثمن جرائمه». ودعت فرنسا «جميع العراقيين الى التطلع الى المستقبل والعمل من اجل المصالحة والوحدة الوطنية».

من جانبها عبرت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها لإعدام صدام على الرغم من الدعوات التي وجهتها المجموعة الدولية للرأفة به، وحذرت من «حرب أهلية شاملة» في العراق.