رحلة خاصة إلى المدينة الصامتة

فاليتا (مالطا): عادل عبد الرحمن

TT

لم أفهم المثل القائل «كَمَنْ يؤذن في مالطا» إلا بعد أن زرت تلك الجزيرة الجميلة، ففهمت حينها أن معنى هذا القول انه عندما لا يسمعُكَ أحد أو لا يعيرك اهتماما. فرغم حكم الأتراك العثمانيين البلاد 221 عاماً، فإن الحرب الصليبية أزالت كل شيء له صلة بالإسلام والعرب والأتراك، وانتشرت في العاصمة فاليتا لوحدها 32 كنيسة، مما جعل مالطا أكثر مسيحية، فعندما يُؤذنُ فيها للصلاة لا يسمعك أحدٌ.

الموقع الاستراتيجي لمالطا بين القارتين الأفريقية والأوروبية، جعل منها ملتقى طرق للتاريخ، إذ تبعد عن صقلية الإيطالية 60 ميلا جنوبا، وعن ليبيا 220 ميلا شمالا.

عند وصولك إليها عبر البحر أو الجو، تبدو لك مالطا للوهلة الأولى جافة، ولكن عندما تقترب منها تشاهد أرضا حجرية ذات وديان خضراء وعددا من أبراج الكنائس العالية والمبنية بالحجر، تشبه المِعمار الروماني القديم، إضافة إلى عدد كبير من الموانئ المطلة على البحر الابيض المتوسط، ومراكب الصيد الملونة بالألوان الزاهية التي تجذب النظر للوهلة الأولى.

يسود البلادَ مناخ البحر الابيض المتوسط، كما أن معدل درجات الحرارة الشهري يتراوح بين 12 و26 درجة مئوية.

أهل مالطا اليوم عبارة عن خليط من الاستعمار عبر السنين، يتحدثون اللغة المالطية، وهي إحدى اللغات السامية، نتجت عن لهجة عربية. لذا تجد أن حوالي 40% من اللغة المالطية أصلها عربي، والباقي من اللغات الإيطالية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

المالطية لغة تستعمل الأحرف اللاتينية لتكون بذلك أول لغة سامية تكتب باللاتينية. وبسبب الوجود البريطاني الطويل للبلاد، فإن اللغة الانجليزية هي الأكثر استعمالا وانتشارا في البلاد، خاصة في الدوائر الحكومية. اذا كنت تبحث عن الهدوء والاستجمام، أو الشاطئ الجميل أو المِعمار والتاريخ، فالكلُّ موجود داخل هذه الجزيرة الصغيرة، يمكنك عبورها من اولها الى آخرها في نصف نهار.