اختلفت نظريات التربية والنتيجة واحدة: الضرب مرفوض

TT

«تربية الأطفال ليست من الأمور التي يتعلمها الآباء في المدارس، بل يتعلمونها من آبائهم، وبطريقة لا شعورية، إما يتمردون عليها ويتعاملون مع أطفالهم بأسلوب يختلف تماما عما تربوا عليه، وإما يكررون نفس الأسلوب بميزاته وسيئاته». هذا ما قالته الإعلامية وخبيرة تربية الأطفال، راني سينغ، وهو ما يوافق عليه العديد من خبراء التربية والاجتماع. ففي الكثير من الأحيان يكون الآباء هم من يحتاجون إلى تربية وليس الأطفال، حسب رأيهم. تقول الدكتورة منا عمر، استشارية طب نفسي الاطفال في جامعة عين شمس: «يجب أن نعترف في البداية بأن قضية تربية الابناء هي اهم المشاريع التي يمكن القيام بها في أي مجتمع. فعلى اساسها يتم تنظيم المجتمع ككل، ولذا تتطلب ان يكون الآباء والأمهات على قدر كبير من الثقافة والوعي بكيفية التعامل مع ابنائهم. في البداية يجب أن نتفق على أنه من الطبيعي أن يخطئ الاطفال. وأنه من الطبيعي أيضا ان يصوب الآباء والامهات تلك الاخطاء، ولكن المختلف عليه هو كيفية التصويب. جميع النظريات التربوية والنفسية أجمعت على أن الضرب ليس هو العلاج لسلوكهم المرفوض، بل العكس فإن الضرب قد يكون أهم اسباب انحرافهم وعدوانيتهم. فالطفل يحتاج إلى الحب والحنان، وكلها مشاعر تمنحه الاحساس بالأمن والطمأنينة وتجعله ينمو بشكل طبيعي وسليم بعيدا عن المشاعر السلبية، مثل الخوف والقلق والتوتر التي قد تكون المحركَ الاولَ للعدوان داخله. فضرب الطفل من الامور التي لم يثبت صحتها في أبحاث التربية النفسية للاطفال.