هل يمكن «إنقاذ» القناة السعودية الثانية؟

مدير المحطة: وضعنا «هوية» جديدة.. وسنعمل على ابتعاث الكفاءات للخارج

TT

ترتبط القناة السعودية الثانية بذاكرة الكثيرين في المملكة، خصوصا الوافدين الناطقين بالإنجليزية حيث كانت المحطة «المنارة» التلفزيونية الوحيدة قبل ظهور الفضائيات في مطلع التسعينات من القرن الماضي. ومرت القناة الثانية، التي أسست قبل نحو ربع قرن، بمراحل عدة... منها مرحلة يصفها كثيرون بأنها كانت «ذهبية» حيث كانت تستورد افضل البرامج الاجنبية من مسلسلات ومسابقات وأفلام ورسوم متحركة (مع حذف المشاهد التي كان القائمون على القناة يرون انها لا تناسب المجتمع السعودي)، وكان ذلك يتم خلال فترات ليست بعيدة عن عرضها في الغرب، اضافة الى غزارة في الانتاج المحلي، مع التركيز بالطبع على الجانب الديني وشرح تعاليم الاسلام للوافدين الى السعودية. إلا أن القناة تعرضت لتقلبات عدة، واشتكى البعض من ضياع في هويتها ورتابة في برامجها التي كانت تكرر بشكل دوري كل بضعة اشهر. ولم يساعد ظهور الفضائيات والمنافسة المترتبة على ذلك المحطة السعودية على الاطلاق، وعلى الرغم من ذلك فقد كان هناك اكثر من محاولة لإنقاذها وتطويرها. آخر محاولات التطوير جاءت قبل عامين اوكلت لمديرها الجديد، د.محمد باريان، الذي كان قد تولى ادارة قناة «الإخبارية» السعودية لدى اطلاقها قبل نحو 4 سنوات.

وفي حوار مع «الشرق الأوسط» يقول باريان إن التوجه الحالي للقناة هو تحديد هوية حقيقية للقناة، وقد حددت بـ«من نحن بالنسبة إلى الآخر»، وذلك بناء على تعليمات وزير الثقافة والإعلام إياد مدني ومستشاره محمد قزاز. ويضيف باريان: «سيكون للقناة الثانية دور كبير في إيصال الرسالة الحقيقية بدون مبالغة وسنعمل على إيصال بثها إلى باقي مناطق العالم التي لا يصلها البث». من جهة ثانية، يتحدث محمد باريان عن احد ابرز المشاكل التي تواجه قطاع التلفزيون، وهي شح الكفاءات الاعلامية المحلية بشكل عام، وشح اكبر في المؤهلين المجيدين التواصل باللغة الانجليزية. ويضيف باريان «أعتقد أنه بدون التدريب المتواصل لا يمكن أن يستمر النجاح في قطاع التلفزيون، وسيكون هناك جانبان من التدريب بالوزارة خاصة للتلفزيون تتمثل في استقدام خبراء وتدريب العاملين كل في تخصصه وعمله، والجانب الآخر هو اختيار بعض العاملين بالتلفزيون وابتعاثهم إلى المعاهد والمراكز العالمية المتخصصة».