80% من نفايات البحار مصدرها اليابسة

TT

حذر تقرير منظمة «الجوانب العلمية في تلوث البحار GESAMP» التابع للأمم المتحدة من النتائج الكارثية التي ستترتب على مواصلة الإنسان تلويث البحار والمحيطات. وجاء في التقرير الذي نشر في العاصمة الألمانية أن حجم النفايات في البحار والمحيطات يفوق حجمها على البر وأن 80% من النفايات البحرية مصدرها اليابسة. وهذا يعني أن البواخر والسفن وناقلات النفط ومحطات النفط العائمة مسؤولة فقط عن 20% من النفايات في البحار.

وعبر العلماء عن قلقهم من النتائج المباشرة لانتشار النفايات في البحار والتي تجسدت في السنوات الأخيرة في العثور على قطع البلاستيك والبراغي، إضافة إلى المواد السامة والمشعة، في أحشاء السمك والأحياء المائية الأخرى. وأثبتت الابحاث الطبية أن الكثير من الحيوانات البحرية يموت بسبب الأجزاء البلاستيكية في أحشائها. ويقول التقرير إن العلماء رصدوا كلاب بحر صغيرة علقت في «مستعمرات» كاملة من علب الكوكاكولا، ونوارس مختنقة تحت الماء بسبب شباك الصيد القديمة المرمية بالبحار ونجوم بحر مشوهة بسبب المواد الكيماوية التي تسربها المصانع سرا إلى البحار.

ويقدر التقرير أن الناس على اليابسة يلقون بنفايات إلى البحار والمحيطات تزيد 10 مرات عن كمية الاسماك التي يصطادونها.

وتحولت البيئة المائية على الكوكب إلى «مستودع نفايات» هائل يندر وجود مثله على اليابسة. ويشكل البلاستيك والمواد الصناعية المماثلة الجزء الأعظم من النفايات البحرية حسب تقدير العلماء الألمان.

وسبق لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة (اليونيب) ان توصل، في دراسة أجراها عام 1997، إلى ان البلاستيك يشكل 90% من النفايات في المحيط شمال المحيط الهادي. وعثر علماءAlgalita Marine Research Foundation في عينات من الماء اخذت من اعماق بحر بالقرب من هاواي على كمية من البلاستيك تزيد 6 مرات عن كمية العوالق المائية التي تتواجد، عادة، بكثرة في مياه شمال شرق المحيط الهادي.

وذكرت كريستينا جيردا، المستشارة في مؤسسة قضايا البحار في هامبورغ والعاملة في اليونيب، أن اليونيب تقدر وجود 18 ألف قطعة بلاستيك تعوم بشكل نفايات في كل كيلومتر مربع من مياه المحيطات. وهناك أعماق لا يمكن بلوغها من المحيطات، ولكن الأبحاث المعروفة تشي بأن ما خفي أعظم لأن النفايات تستقر عادة في القاع. ويقدر العلماء أن 70% من النفايات التي يرميها الإنسان في البحر تستقر لاحقا في القاع. وتدور بقية النفايات (30%) مع التيارات البحرية السائدة وتستقر حيث توجد الدوّارات المائية وخصوصا في شمال شرقي المحيط الهادي والمحيط الهندي وشمال الأطلسي. ولكن مواقع الدوارات الأخرى في العالم لا تقارن بشمال شرقي المحيط الهادي، ومن الممكن اعتبار هذه المنطقة بمثابة ثقب فضائي اسود يلم النفايات في بؤرته. وحسب رأي ثيلو ماك، من منظمة غرين بيس البيئية، ان النفايات تتجمع أيضا في المناطق التي يطلق عليها اسم «نقاط الالتقاء الاستوائية» التي تحيط بالأرض كالحزام على بعد 100 كيلومتر من خط الاستواء.