لبنان: الساعة تعود إلى الوراء

سعود الفيصل: ردنا على رسالة إيران.. الأفعال لا الأقوال * «باريس 3» يتعهد بـ7.7 مليار دولار منحا وقروضا * جنبلاط: سورية تريد الثأر من «باريس3» * قتلى وجرحى وحرائق والجيش يفرض حظر التجول في بيروت

TT

عادت عقارب الساعة الى الوراء امس في لبنان وخيّم عليه شبح الحرب الاهلية التي عاشها شعبه عام 1975، بعدما تحولت بيروت وبعض المناطق إلى ساحة قتال بين انصار المعارضة والاكثرية في الشارع، استخدم فيها السلاح الابيض والاسلحة النارية، فيما برزت ظاهرة القناصين التي فتكت بالكثير من المدنيين والعسكريين من الجيش اللبناني الذي تعرضت وحداته لإطلاق نار كثيف في بيروت ادت الى اصابة تسعة عسكريين واربعة ضباط.

ونفذ الجيش اللبناني انتشارا كثيفا في شوارع بيروت وفرض حظراً للتجول خلال الليل لضبط الوضع بعدما جهدت قواته في ضبط التجاوزات والاشتباكات التي تنقلت بين بيروت وضواحيها.

وكانت الاشتباكات قد بدأت طلابية صباحاً بين مؤيدين لحركة «أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري وآخرين من «تيار المستقبل» الذي يرأسه النائب سعد الحريري، ثم تطورت الى اطلاق نار من قبل قناصة مجهولين على المدنيين والعسكريين ما ادى الى سقوط 4 قتلى و35 جريحاً قالت المعارضة انهم من انصارها. وتنقلت المواجهات في احياء اخرى من بيروت وضواحيها، ثم اقفلت طريق المطار على ايدي مؤيدي «امل» و«حزب الله» فيما اقفل طريق الجنوب انصار «14 آذار»، وكذلك بعض طرق البقاع. وتسارعت الانباء عن أحداث العنف حيث افيد عن احراق مكتب للحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت، ثم احراق ملعب لنادي «الانصار» المدعوم من النائب سعد الحريري في ضاحية بيروت الجنوبية. ودعا السنيورة من باريس اللبنانيين الى العودة الى «صوت العقل» فيما دعا بري والحريري وحزب الله الى ضبط النفس. واتهم حزب الله عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي بإطلاق النار فيما اتهم جنبلاط «النظام السوري» بالسعي الى إحداث فتنة داخلية في لبنان. وقال جنبلاط لـ«الشرق الاوسط» ان سورية ارادت من خلال هذه الاحداث الرد على نجاح «باريس ـ 3»، متمنياً على حزب الله ان لا يقبل بالزج به في ازقة بيروت. وحصل لبنان أمس على مساعدات سخية بلغت نحو 7.7 مليار دولار خلال مؤتمر «باريس 3» الذي عقد امس. وجاء على رأس المانحين المملكة العربية السعودية التي تعهدت بتقديم 1.1 مليار دولار . من جهة ثانية قال الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، ان السعودية لا تجري مفاوضات مع ايران لمحاولة التوسط من اجل وضع نهاية للأزمة السياسية في لبنان، لكنه اشار الى ان البلدين تبادلا رسائل بشأن التعاون بين المسلمين. وقال الامير سعود «كانت الرسالة الايرانية عرضا من اجل التعاون تحقيقا للتضامن بين المسلمين». وأضاف «جاء الرد انه اذا كانت هذه هي النية، فان الافعال هي التي تتحدث، وليس الكلمات.