اللبنانيون يطرقون أبواب العرافين

حايك: لا أخلق الأحداث وإنما أشاهدها

TT

في لبنان، حيث يتزايد الخوف من تجدد الحرب الأهلية، ويشعر الناس بالخوف من المستقبل، فإن ما يقوله ميشيل حايك يؤخذ بجدية.

وحايك ليس عضوا في البرلمان ولا رجل أعمال، بل هو اشهر «عراف» في لبنان، ويشتهر بتكهناته بأهم الأحداث في تاريخ لبنان الحديث.

وفي أي مكان اخر، ربما يتعرض للسخرية أو يشاهده الناس كنوع من التسلية، وهو يقدم تكهناته ليلة رأس السنة. ويقول حايك في مقابلة أجريت معه أخيرا «أنا لا أخلق الاحداث، أنا اشاهدها، ومن الواضح ان الناس بدأوا في الاقتناع بما اقوله».

ويقول احمد الحاج وهو بيروتي في الخامسة والثلاثين من عمره كان يسخر من فكرة قراءة الطالع ولكنه يؤمن بها الآن «اذا ما أشار ميشيل حايك الى وقوع انفجار، فإن احتمالات وقوع مثل هذا الانفجار عالية».

وقد شاهد مئات الألوف حايك وهو يقدم تكهناته بالعام الجديد ليلة رأس السنة الحالية في شبكة تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للارسال» في برنامج استمر ساعة، اعيد بثه عدة مرات. وذكر ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في دائرة الخطر، وتكهن بهجوم على احمد فتفت وزير الشباب والرياضة، وقال ان لديه تصورات عن «عمل انتقامي» ضد صهر الزعيم المسيحي ميشيل عون المعارض للحكومة، جبران باسيل، وعدد اخر من اعضاء البرلمان. وبعد كل الاضطرابات، فإن الحياة في لبنان ستزدهر وسيشعر الناس بالسعادة.

ويوضح سعود المولى أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية يجري ابحاثا حول تأثير ظاهرة العرافة على المجتمع «ان ظاهرة العرافة مجودة منذ خمس سنوات تقريبا، ولكنها اتخذت طابعا خاصا هذا العام».

واضاف المولى انه ارسل طلابه لاستطلاع آراء اللبنانيين من جميع الفئات حول اعتقادهم بخصوص العرافة، وقد دهش عندما علم ان الأغلبية العظمى اكدت ايمانهم بها، واوضح «لقد فقد الناس الثقة في السياسيين ويريدون معرفة ما يخبئه المستقبل لهم. والعرافون هم التوجه الطبيعي لذلك».

وقال المولى انهم يتمتعون بشعبية بصفة خاصة بين الشيعة، الذين يعتقد البعض منهم ان الحرب خلال فصل الصيف الماضي بين حزب الله وإسرائيل هي اشارة لعودة المهدي طبقا لمعتقدات الشيعة. وبين اللبنانيين المسيحيين، فإن الإحساس بتدهور الاوضاع قد ترك العديد منهم يتطلعون للامل ونافذة نحو المستقبل كما قال مولى.