جدل حول الهوية العرقية لسكان بريطانيا وآيرلندا

وسط أدلة من الحمض النووي وعلم الآثار والتاريخ

TT

تاريخ كل من بريطانيا وآيرلندا منفصل تماما الى درجة عدم وجود كلمة واحدة تطلق على سكان الجزيرتين. يقول المؤرخون ان سكان الجزيرتين يتحدرون من شعوب مختلفة، فالآيرلنديون يتحدرون، كما يقول المؤرخون، من السيلت، فيما يتحدر الانجليز من الآنجلوساكسون الذين غزوا الجزيرة انطلاقا من شمال اوروبا، الأمر الذي اضطر السيلت الى الاتجاه صوب الأطراف الشمالية والغربية للبلاد.

إلا ان علماء الجينات الذين أجروا اختبارات على عينات من حمض الخلية النووي في مختلف أنحاء الجزر البريطانية أوشكوا على التوصل الى نتيجة مختلفة. إذ ان تشابه الجينات اذهل كثيرين، الأمر الذي دفع البعض الى الزعم بأن شعبا واحدا سكن كلا من بريطانيا وآيرلندا على مدى آلاف السنين وانه ظل يشكل أغلبية سكان الجزيرتين الى جانب إضافات ثانوية فقط من مجموعات غزت آيرلندا وبريطانيا في أوقات لاحقة مثل السيلت والرومان والانجليز والساكسون والفايكنغ والنورمانديين. إلا ان مضامين مسألة وجود كثير من الجوانب المشتركة بين الآيرلنديين والإنجليز والاسكتلنديين وسكان ويلز، من الناحية الجينية على الأقل، لن يؤدي في الغالب الى شعور أحد بالارتياح. إلا ان هذا الجانب لم يوقف المحاولات. إذ قال ستيفن اوبنهايمر، خبير الجينات الطبية بجامعة اوكسفورد ان أدلة المؤرخين خاطئة في كل تفاصيلها. فطبقا للنتائج التي توصل لها اوبنهايمر في إطار محاولته إعادة تركيب أحداث محددة ووضعها في سياقها يتحدر السكان الذين يقطنون بريطانيا وآيرلندا حاليا أحفاد لمجموعات جاءت من اسبانيا قبل حوالي 16000 عام وكانوا يتحدثون لغة ذات صلة بالباسك.