«نيويورك أوبزرفر» نموذجا لأجيال من الصحافيين الشباب

TT

كان جارد كوشنر، الناشر لصحيفة «نيويورك أوبزرفر» جالسا في مكتب رئيس تحريرها بيتر كابلان، حينما تحدثا عن آخر ما اشتراه كوشنر والمتمثل بموقع الويب politicsnj.com. قال كابلان معلقا: «كلما اشترى أكثر من هذه الأشياء كلما كنت أسعد».

لكن تحقيق السعادة يحتاج إلى وقت كما يعرفه الرجلان. ففي أكتوبر (تشرين الاول)، حينما دعا كوشنر رئيس تحرير صحيفته كابلان لحضور مباراة حاسمة لفريق يانكيز للبيسبول، وبعد مضي ثلاثة اشهر على شراء كوشنر لصحيفة «أوبزرفر»، شعر الصحافي المخضرم الذي تربى على يديه عدد كبير من الصحافيين الشباب أن الأمور لن تسير على ما يرام مع مالك الصحيفة الشاب.

يبلغ كوشنر السادسة والعشرين من عمره وهو سليل أسرة ثرية من نيوجرسي تعمل في مجال العقارات، وهو أيضا خريج جامعي وعمل من باب الهواية في مجال تجارة التجمعات السكنية، لا في مجال النشر حينما كان طالبا في جامعة هارفارد. وكل تجربته الصحافية هي كتابة مقال حول طعام المجمعات السكنية المشترك لمجلة طلابية. وفي فترة قصيرة تمكن من شراء «الأوبزرفر»، ولم يجد كوشنر الوقت حتى لمقابلة رئيس تحرير هذه الصحيفة.

وقال كابلان، 53 سنة، عن علاقتهما في البداية: «كانت متوترة. كان المطر يتساقط آنذاك في الملعب. وإذا اتجه بعض أنصار فريق يانكيز إلى المناطق المغطاة فضل كابلان وكوشنر البقاء تحت المطر، وهما يشربان ويتحدثان عن الصحف. وقال كوشنر لكابلان إنه دخل في لعبة منذ أسبوعين وجلس بجانب صاحب صحيفة أخرى تصدر في نيويورك وأن الآخر انصعق لترفعه عن كادره.

تذكر كابلان ما قاله للناشر الشاب: «الطريقة الوحيدة لنجاحك هي أن تحب انتاجك وأن تفهم الناس الذين يعملون هنا لأنهم مؤمنون بأهمية الصحافة وحالما تتمكن من الحصول على هذا الشعور ستصبح ناشرا عظيما».

ومع تحول «الأوبزرفر» قبل أربعة أسابيع من شكل الصفحة العريضة إلى الصفحة الأصغر المعروفة باسم «التابلويد»، استغرب كوشنر إلى درجة الاهتمام التي حظي بها خبر شرائه صحيفة اسبوعية صغيرة تصدر في مانهاتن. والتعامل مع التدقيق هو واحد من الجوانب الكثيرة التي راح يتعلمها على يد كابلان، الذي اطلق على نفسه اسم «رقاقة صحافة نيويورك».

والتحدي الذي يواجه كابلان هو أن يزرع عند الناشر الشاب حبا للصحافة المكتوبة قبل حدوث ذلك. وقال كابلان: «إنه أمر مسر امتلاك صحيفة. والشباب عادة يشعرون هكذا وأنا منتعش لأن ذلك ما يحدث الآن».