«المبادرة» في يد قمة التضامن .. والعقدة في لبنان

بغداد تستبق قمة الرياض بمراجعة «اجتثاث البعث» * السنيورة لا يمانع بلقاء لحود إذا طلب خادم الحرمين * لقاء مغلق بين العاهل السعودي والأسد * عباس: فشل المبادرة العربية يعني القضاء على المستقبل * أبو الغيط: لا ترتيبات بين الرباعيتين العربية والدولية بمشاركة إسرائيلية

TT

تفتتح اليوم في الرياض أعمال القمة العربية الـ19 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومشاركة 17 من القادة والرؤساء والملوك العرب.

ورفعت القمة شعار «التضامن» وستبحث أهم الملفات العربية، وتؤكد على التوافق على مبادرة السلام العربية، كما أقرت في قمة بيروت عام 2002, وتؤكد على دعم العراق والفلسطينيين والقضية اللبنانية, والتصديق على إعلان الرياض الذي أكد الالتزام باتفاق مكة المكرمة ومبادرة السلام العربية وحماية الأمن القومي العربي.

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان مبادرة السلام العربية هي «افضل» فرصة لحل الازمة في الشرق الاوسط، محذرا من ان فشلها سيعني القضاء على أي أمل بالسلام «في المستقبل القريب».

وأكدت مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط» أن القادة العرب سيعتمدون اليوم مقترح القمم التشاورية في قرار ينص على انعقادها بنفس آليات القمة العادية، ولكن برنامجها مفتوح وبدون قرارات، كما سيتم الموافقة على انعقاد قمة اقتصادية.

وفيما تبدو هناك انفراجات في بعض الموضوعات ما تزال الأزمة السياسية في لبنان، بين الحكومة والمعارضة، بعيدة عن أي حل واضح لها. وأكد الرئيس اللبناني اميل لحود في تصريح صحافي، أمس، أن الأزمة السياسية التي تمر ببلاده حاليا، ما كان يجب أن تطول وتتعقد إلى هذا الحد، معتبرا إياها «سحابة صيف عابرة، لن تمنعه طويلا من التعافي واستعادة دوره الحضاري والثقافي والسياسي».

من جانبه قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي يحضر القمة بوفد لبناني ثان انه لن يمانع بلقاء لحود إذا طلب منه خادم الحرمين الشريفين ذلك. وحسب مصدر سوري فإن العاهل السعودي عقد لقاء مغلقا مع الرئيس السوري بشار الأسد في الرياض.

وفيما وصل الرئيس العراقي جلال طالباني الى الرياض امس، استبقت الحكومة العراقية المؤتمر بتقديم مسودة قانون لمراجعة عملية «اجتثات البعث» في خطوة تشكل استجابة لبعض مطالب القمة. وكشف هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي، أن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي سيحضر القمة وسيجتمع مع بعض نظرائه العرب. من جانبه، وصف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، ملفي العراق ولبنان بالمعقدين، إلا أنه أوضح استمرار الجهود المبذولة لفك هذه التعقيدات، نافيا وجود أية ترتيبات لعقد اجتماع بين اللجنة الرباعية العربية والرباعية الدولية بمشاركة إسرائيلية، وقال ان «هناك لجنة مشكلة من القمة تضم مجموعات عمل صغيرة لإجراء اتصالات مع الاطراف الدولية المختلفة لتفعيل فرص السلام في المنطقة».

وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي قد نفى أول من أمس حدوث أي لقاء بين المسؤولين بالمملكة العربية السعودية وتحديدا الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني وأي مسؤول إسرائيلي.

وأكد الأمير سعود أنه في حال وجود أي لقاءات تتم حول عملية السلام، فيجب على الإسرائيليين توجيه الدعوة للحكومة الفلسطينية باعتبارها المعنية بالنزاع القائم، وقال «إن الدعوة لا تقدم للدول العربية، بل للحكومة الفلسطينية»، مؤكدا أنه لن تكون هناك جدية للدعوات التي تقدم من قبل الحكومة الإسرائيلية إلا إذا أخذت نصب أعينها أن المشكلة هي بينها وبين الفلسطينيين.

ونفى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وجود أي خلافات عربية ـ عربية حول القرارات المطروحة، باستثناء الملف اللبناني، والذى سيتم التشاور بشأنه مع الرئيس أميل لحود اليوم خلال القمة.