خادم الحرمين: اللوم علينا نحن قادة الأمة

القادة يقرون في قمة الرياض إعادة تفعيل المبادرة العربية وعقد قمم تشاورية ويتفقون على قرار من 13 نقطة حول العراق * تعديل قرار لبنان واتفاق الوفدين على مشروع واحد * عبد ربه: اللجنة العربية لتفعيل المبادرة ستدرس التحضير لمؤتمر دولي للسلام

TT

انتقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمته في القمة العربية الـ 19 في الرياض امس الواقع العربي الحالي، وتساءل ماذا فعلنا كل هذه السنين قائلا إن اللوم الحقيقي يقع علينا نحن قادة الأمة العربية، فخلافاتنا الدائمة، ورفضنا الأخذ بأسباب الوحدة، كل هذا جعل الأمة تفقد الثقة في مصداقيتنا، وتفقد الأمل في يومها وغدها. جاء ذلك بينما اقر القادة العرب مساء أمس بالاجماع قرار اعادة تفعيل مبادرة السلام العربية بكافة عناصرها. وكلفت اللجنة الوزارية الخاصة بمبادرة السلام العربية بتشكيل فرق عمل لاجراء الاتصالات اللازمة مع الامين العام للامم المتحدة والدول الاعضاء في مجلس الامن واللجنة الرباعية والاطراف المعنية بعملية السلام من اجل استئناف عملية السلام وحشد التأييد لهذه المبادرة العربية.

كما دعا القادة العرب المجتمعون في الرياض «حكومة اسرائيل والاسرائيليين جميعا الى قبول مبادرة السلام العربية». واكد وزراء عرب ان القمة اقرت كل القرارات المطروحة عليها والتي ستعلن اليوم في جلسة ختامية.

وبين القرارات التي تم الاتفاق عليها عقد قمم عربية تشاورية لمناقشة قضية هامة وبحيث يقتصر النقاش فيها عليها وتكون جلساتها مغلقة ولا تليها بيانات عامة. وفي الشأن العراقي اتفق على قرار من 13 نقطة بينها الدعوة الى حل امني سياسي بالتوازي يقتلع جذور الفتنة الطائفية والارهاب والعمل على توسيع العملية السياسية ومواجهة النعرات الطائفية ومراجعة قانون هيئة اجتثاث البعث بما يعزز جهود المصالحة الوطنية والحرص على توزيع ثروة العراق بصورة عادلة وحل مختلف الميليشيات في العراق. وكان العاهل السعودي قد دعا في كلمته في الجلسة الافتتاحية بعد تسلمه رئاسة القمة الى انهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني، واستعرض الازمات في المنطقة، مشيرا الى الوضع في العراق «حيث تهدد الطائفية البغيضة بحرب اهلية بينما تراق الدماء بين الاخوة في ظل احتلال غير مشروع، وفي لبنان تحولت شوارعه إلى فنادق وتوشك الفتنة أن تكشر عن أنيابها. وفي السودان أدى التراخي العربي إلى التدخل الخارجي في شؤونه. وفي الصومال لا تكاد حرب أهلية تنتهي حتى تبدأ أخرى».

وتعقيبا على كلمة العاهل السعودي نفى البيت الابيض أمس ان تكون الولايات المتحدة تحتل العراق، وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الولايات المتحدة موجودة في العراق بناء على طلب العراقيين وبتكليف من الامم المتحدة، ومن الخطأ افتراض العكس».

بدوره، كرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي ان الولايات المتحدة ستغادر العراق ما ان «يصبح العراقيون قادرين على ضمان امنهم بانفسهم».

واكد كايسي ان هذه التصريحات لن تؤثر في العلاقات الاميركية السعودية، مؤكدا ان الموضوع الاكثر اهمية هو ان لدينا علاقات ممتازة وصلبة مع السعودية.

على صعيد آخر كشف لـ«الشرق الأوسط»، ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان بلاده اقترحت تشكيل لجنة لتفعيل مبادرة السلام العربية برئاسة السعودية، وأفاد عبد ربه أن من ضمن مهام اللجنة العربية، التحضير من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام.

من جهة اخرى علم ان ورقة «التضامن مع الجمهورية اللبنانية» ادخلت عليها تعديلات بتقديم مبدأ الدعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها على موضوع الدعم للحكومة، والتفاف الشعب اللبناني حول دولته ومؤسساته. وفي ما يتعلق بدعم وتبني خطة النقاط السبع التي تقدمت بها الحكومة اللبنانية تم استبدال الصيغة لتصبح «الترحيب بخطة النقاط السبع». اما في ما يتعلق بالمحكمة ذات الطابع الدولي فتم التوافق على الاشارة الى «الاخذ بالاعتبار توافق اللبنانيين واعتماد الانظمة والاصول الدستورية».

وأكد أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى موافقة الوفدين اللبنانيين على الورقة. من جهة أخرى، افادت مصادر دبلوماسية عربية في الرياض ان الجانب السعودي سعى، لتأمين عقد لقاء بين الرئيس الاسد ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة.