السعودية: عقبات مادية وتقنية تعيق إطلاق مشروع الكتب الإلكترونية

TT

كشفت وزارة التربية والتعليم عن وجود معوقات حدت من خروج الكتاب الالكتروني (المشروع التعليمي في مدارس السعودية)، من مرحلة التجريب التي استمرت سنتين، إلى مرحلة التطبيق، في مقدمتها «أمور مادية وتقنية وتجهيزية، تحيط بتقدم المشروع وتحوله إلى كتب الكترونية دائمة».

يقول عبد الله الثقفي، مدير تعليم البنين في جدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن مشروع الكتاب الالكتروني ـ الذي من المقرر له أن يحل بدل النسخ الورقية للمناهج الدراسية بشكل تدريجي ـ في مرحلة التطبيق، حيث تم تطبيقه بشكل كامل على أربع مدارس، اثنتان منها حكوميتان والأخريان أهليتان. وأشار إلى أن تطبيقه بشكل رسمي يحتاج إلى إثبات من خلال التجربة، إذ أن ثمة معوقات تحد من التوسع في هذا المجال بشكل كامل، فلا بد من التدرج بحيث يتم استيعاب المرحلة بالشكل الاشمل لها. وبين أن من جملة المعوقات ما يتعلق بالمدارس ذاتها من مبان وضعف شبكة الاتصالات، كذلك التجهيزات التقنية كأجهزة الحاسب وغيرها، إذ تحتاج إلى وضع خطة مالية وتعليمية مدروسة بشكل علمي. وشدد على وجوب التفريق بين التقنية والتعليم الالكتروني، إذ أن الأخيرة منظومة تعليمية متكاملة تؤخذ من التقنية. من جانبه حذر الدكتور احمد عبد المجيد أبو الحمائل، أستاذ مناهج طرق التدريس في جامعة الملك عبد العزيز، من مغبة التجربة الفردية وعدم الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الحقل، حيث وصف المشروع بالوطني الذي لا بد من أن يؤسس على دراسة علمية لا تستهدف المنطقة والقطر، بل تنطلق إلى الآفاق والتجارب الدولية.

وأشار في سياق حديثه إلى التجربة الأميركية في التعليم الالكتروني، التي لم تصل الى المأمول منها في البداية، حيث اعتمدت على متخصصين في الجانب التقني وأغفلت الجانبين التربوي والنفسي. وقال إن التعليم الالكتروني ليس تجهيزات تقنية، بل منظومة متكاملة وسلسلة، إذ أن هناك تجهيزات مكانية وبشرية لا بد من أخذها في الحسبان، ومن الخطأ أن يكون مفهوم التعليم الالكتروني في السعودية مرتبطا بتفريد التعليم فقط، أي توفير تقنية وإغفال الأدوات التعليمية.