معرض فني يؤكد أن مزاعم العداوة بين الغرب والإسلام غير حقيقية

صور عن روائع حضارتين بوجهي التجارة وحب الفنون

TT

بعد ما تردد كثيرا ان العداوة بين الغرب والاسلام طبيعية، بدأنا في تصديق ذلك. وتصورنا انها كانت كذلك دائما. ولكن متحف متروبوليتان للفن في نيويورك يقول عكس ذلك في معرض «البندقية والعالم الاسلامي 828 م ـ 1797م» وهو المعرض الذي يتابع روائع حضارتين مختلفتين في مدينة رائعة واحدة، حيث عقدت التجارة وعشق الجمال بينهما رابطة مثمرة.

وفي قمة ازدهارها في القرنين الخامس والسادس عشر كانت جمهورية البندقية جمهورية عملاقة. وعبرت خلالها كل الاحتياجات الرئيسية للحياة من جميع انحاء العالم.

وكانت الاخشاب والمعادن والحبوب الغذائية والفراء والجلود القادمة من شمال اوروبا تشحن من موانئ البندقية الى الشرق الادنى والمدن الافريقية التي كانت مسيحية واصبحت الان مسلمة. وفي طريق العودة حملت السفن البضائع الاسلامية الرائعة: من المخمل التركي والزجاج المصري والسجاد القادم من دول عبر القوقاز والاعمال النحاسية السورية التي كانت تماثل بل تتفوق على مثيلاتها في اوروبا. وبالرغم من ان معظم تلك البضائع استمرت في الانتقال الى ايطاليا وما وراءها، فإن البندقية حصلت على افضلها لتزيين كنائسها وقصورها. وعبر ذلك تمكنت المدينة من استيعاب الجوهر الثقافي لتلك الواردات بحيث حصلت على سمعة بأنها اكثر مدينة غير اوروبية في اوروبا. وتبدو مدينة دمشق اقل غرابة في اللوحات الزيتية التي رسمت بعد قرن لمراسم استقبال السفراء في البلاد الاسلامية. واصبحت الثقافة الاسلامية انذاك مندمجة في الضمير البندقي مثلما اصبحت الكلمات العربية في اللهجات الايطالية المحلية.