فيلم «300»: أخطاء تاريخية وإثارة للكراهية العرقية

أراد الربط بين تهديد الفرس لليونان والمشكلة الحالية بين أميركا وإيران

TT

مع بداية الشهر الماضي، بدأ عرض فيلم «300» في دور السينما الاميركية. وتتلخص فكرة الفيلم في هزيمة جيش غربي لجيش شرقي، ويجعل المشاهد يربط ذلك بالوقت الحاضر الذي يشهد حروبا بين جيوش غربية وشرقية.

ففي حوالي سنة 600 ق.م. كانت الامبراطورية الاخمينية (ايران) في قمتها، وغزا قورش الاكبر الاناضول (تركيا)، وكنعان (الشام)، وبابل (العراق). وبعد ذلك غزا قمبيز، ابن قورش، مصر. وبعد خمسين سنة اخرى، حاول حفيده داريوس غزو اليونان، لكن اليونانيين انتصروا عليه. عن هذا الفيلم، كتب محرر أخبار السينما في جريدة «لوس انجليس تايمز»: «ظهر امبراطور الفرس، وهي واحدة من اقوى امبراطوريات التاريخ، وكأنه حارس ناد ليلي». وكتبت جريدة «تانيا» اليونانية: «يريد الفيلم الربط بين تهديد الفرس لليونان، والمشكلة الحالية بين أميركا وإيران، كما يريد استغلال الكراهية العرقية المدفونة في عقول الاميركيين والأوروبيين».

وأشار بعض هؤلاء الصحافيين الى ان زاك شنايدر، مخرج الفيلم، يهودي صهيوني، وربط بعضهم بين الفيلم، والمشكلة بين ايران من جهة، وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى.

والحقيقة ان الفيلم ينطوي على أخطاء عديدة، منها: أولا، ان هذه المعركة الصغيرة لم توقف زحف الايرانيين نحو اليونان. ثانيا، صور الفيلم قورش عملاقا أسود، علق خرزا وعقودا على أنفه وأذنيه. ثالثا، ركز الفيلم على الصراع وكأنه «صراع حضارات»، وبين جيش أبيض ومنظم، وسود وسمر فوضويين وبدائيين.

جاء فيلم «300» متأخرا للاشتراك في منافسات «الأوسكار». لكن، جاء فيلم آخر مليء بالأخطاء التاريخية أيضاً هو فيلم «ابوكالبتو» (انتاج وبطولة ميل جبسون) قبل «الاوسكار»، واشترك فيه. وركز الفيلمان على العنف والقتل المتوحش، وأساءا معاً الى شعوب العالم الثالث.