المصريون يحتفلون بشم النسيم اليوم وسط تحذيرات من تسمم الفسيخ

TT

رغم أن التحذيرات الرسمية التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان المصرية من تناول الفسيخ (سمك البوري المملح) خلال «شم النسيم» بلغت الذروة هذا العام. ورغم أن الحملة الإعلامية المكثفة التي تناولت الموضوع ذاته ركزت على خطر التسمم القاتل من جراء هذه الوجبة، إلا أن القافلة تسير، أي قافلة جموع المستهلكين المقبلين على الشراء بنفس معدلات السنوات السابقة، انتصارا للموروث الثقافي، واستخفافاً بكل المخاوف، فالاحتفال بيوم شم النسيم (اليوم) هو في قلب اعتياد المصريين الاحتفال بالربيع والحفاوة به منذ الفراعنة. وتم الإعلان منذ أيام عن ضبط طني فسيخ فاسدين، وإعدام 500 كلغ سمك فاسد والكشف عن وفاة 11 مواطنا، العام الماضي، إثر إصابتهم بالتسمم الناتج عن تناول الفسيخ الفاسد، إلا أن المصريين لم يلقوا بالاً بهذه التحذيرات وأقبلوا بنَهَمٍ على أنواع السمك المملح المختلفة، والتي يأتي على رأسها «الفسيخ، الرنجة المدخنة، فالسردين البلدي ثم الملوحة»، وهي النوعيات المناسبة للسواد الأعظم من الشعب، فيما يتصدر الكافيار والبطارخ قائمة الأغنياء والأجانب، بل هناك أيضاً التونة والسمك الطازج. وتشهد جميع الأنواع ارتفاعا في الأسعار بنسبة لا تقل عن 10%. وتختلف الأسعار من محافظة لأخرى. وأوضح الدكتور أحمد عزت، الأستاذ بقسم الصناعات الغذائية في المنصورة، أن استهلاك الفسيخ يومي عيد الفطر وشم النسيم يبلغ نحو 25 ألف طن في كل منهما. وأضاف انه يتم الآن تصدير بعض الكميات إلى الخليج العربي، مشيراً إلى أن مصانع مصرية بدأت أخيراً في إنتاج فسيخ مغلف طبقاً لمواصفات علمية آمنة. وكشف أن الأنواع التي تسبب التسمم هي عادة من الأسماك المستوردة التي انتهت أو أوشكت فترة صلاحيتها على الانتهاء قبل أن يشرعَ أصحابها في تحويلها إلى فسيخ.