غدر «القاعدة» يضرب الجزائر

عشرات القتلى بينهم أطفال ومئات الجرحى في هجمات بشاحنات مفخخة شنها انتحاريون

TT

بعد 24 ساعة على التفجيرات الانتحارية، التي وقعت في المغرب، نفذ تنظيم «القاعدة في المغرب الاسلامي» أمس ثلاثة تفجيرات انتحارية في الجزائر العاصمة، بواسطة سيارات مفخخة، موقعة 24 قتيلاً بينهم أطفال و222 جريحاً، حسب حصيلة رسمية أولية.

وأكد تنظيم القاعدة في بيان مسؤوليته عن التفجيرات، التي استهدفت مبنى رئاسة الحكومة ومقر شرطة في منطقة باب الزوار، بالضاحية الشرقية للعاصمة. وأطلق التنظيم على التفجيرات اسم «غزوة بدر المغرب العربي»، ونشر صور وكنى منفذيها المفترضين. وقال إن معاذ بن جبل، استهدف مقر الحكومة بواسطة شاحنة معبأة بـ700 كلغ من المتفجرات، وأن أبو ساجدة اقتحم مقر مكتب الشرطة الدولية في حي الدار البيضاء، بشاحنة مملوءة بـ700 كلغ، فيما اقتحم أبو دجانة، حسب البيان، مقر «القوات الخاصة»، في باب الزوار بشاحنة معبأة بـ500 كلغ من المتفجرات.

وانتقل أعضاء الحكومة إلى المبنى، الذي يحتضن اجتماعهم الأسبوعي كل أربعاء. وخرج رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم إلى الصحافيين قائلاً ان الاعتداء «عمل إجرامي وجبان، ولا يمكن إلا أن يوصف بالغدر والجبن. هذا في الوقت الذي يطالب فيه الشعب الجزائري بالمصالحة».

وخلف الانفجار الذي استهدف مقر الحكومة 12 قتيلا اضافة الى دمار كبير، وذعر بين السكان المجاورين. وعكف رجال الشرطة العلمية على البحث عن أشلاء ضحايا الحادث، وسط برك من الدماء، فيما ظل أفراد عائلات موظفي قصر الحكومة يتدفقون على المبنى للاطمئنان على ذويهم.

واجتاحت العاصمة بعد تفجيرات امس، حالة كبيرة من الفوضى وانتشرت الإنذارات الكاذبة بوجود قنابل وسيارات مفخخة في المطار وأحياء بن عكنون وبوزريعة والأبيار بأعالي العاصمة. وظلت سيارات الإسعاف وقوات الأمن تتنقل من مكان لآخر تقتفي آثار التفجيرات المفترضة. وهذه أول مرة تشهد الجزائر تفجيرات انتحارية، الأمر الذي يشير إلى تحول خطير في مسار العمل الارهابي، الذي يشهد أصلاً تصاعداً منذ أشهر.