الأمير عبد الله الفيصل خلف وراءه قصائد من ذهب

TT

رحل الشاعر السعودي الكبير الأمير عبد الله الفيصل بصمت مخلفاً وراءه قصائد من ذهب وبعضاً من روح شاعر حالمة بما وراء الأفق البعيد. وكان الشاعر قد ولد في الرياض عام 1922، حيث حظي بالرعاية الأبوية من جده الملك الراحل عبد العزيز آل سعود على مدى خمس سنوات، منتقلاً بعدها لأرض الحجاز، ليعيش في كنف والده الملك فيصل، وليتلقى تعليمه الأول حاصلا على أعلى شهادة علمية في ذلك الوقت، وهي الشهادة الابتدائية من إحدى المدارس المكية. ولكنه واصل تعليمه عبر المطالعة والتثقيف الذاتي في الأدب والتاريخ والسياسة، مما أهله إلى أن يحملّه جده المؤسس مسؤوليات كثيرة تتمثل في مناصب وزارية عدة. ولكن كل المناصب التي تقلدها الأمير لم تتمكن إغراءاتها من تغييب الشاعر والمثقف، الذي ما لبث أن تفرغ لأعماله الحرّة وقراءاته.

نشر الشاعر «وحي الحرمان»، أول ديوان شعري للوسط الأدبي السعودي في العام 1373هـ، ليتبعه بديوانه «حديث قلب» في عام 1403هـ، الذي ضم بعضاً من أجمل قصائد الفيصل بالفصحى، والتي حظيت كوكب الشرق أم كلثوم منها بـ«ثورة الشك» و«من أجل عينيك».

من الأدب وفنونه إلى حب الغناء، امتدت اهتمامات الأمير لتتشعب داخل الملاعب الرياضية مؤسساً الأندية الرياضية، منها الأهلي ومترئساً للجنة الأولمبية السعودية. ولم يقف الأمر لدى الأمير المبدع عند هذا الحد بل تجاوزه لتشكيل الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، واعتماد أول ميزانية للرياضة قُدرت بـ50000 ريال سعودي.

وقد حصل الأمير على جوائز وتكريمات محلية ودولية أبرزها الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من مجلس أمناء الأكاديمية الثقافية عن مؤتمر الشعراء العالميين عام 1981، وفوزه بجائزة سولاتراز الدولية من جامعة السوربون في العام 1405هـ.