الإنترنت.. تطارد الفردية الأميركية

الأميركيون.. يريدونها خشنة والأوروبيون يفضلونها اجتماعية

TT

نهاية السنة الماضية أصدرت مجلة «تايم» عددها السنوي «رجل العام» لكنها لم تختر «أكثر شخصية أثرت على العالم خلال السنة سلبا أو إيجابا وإنما اختارت الإنترنت». فهو الجهاز الذي غير حياة الأميركيين تغييراً جذرياً، وهذا عائد لسببين:

أولا، قدرة الانترنت على أن تنقل أي شيء، وهذا ينطبق على أي مكان بالطبع، وثانياً قدرة الفرد في أميركا على ان يفعل اي شيء. ولكن ما خطر هذا الشبح على فردية الأميركي، التي يعتز بها كثيراً؟

وقبل كل شيء؟ ماهي الفردية حسب الطريقة الأميركية؟

يفضل الأميركيون، ما يسمونه «راغيد إنديفيديواليزم» أي «الفردية الخشنة» التي تعتمد على العمل، ويجازى كل حسب عمله. بينما يفضل الأوروبيون «الفردية الاجتماعية»، حيث تنعكس روح المجتمع على روح الفرد. ويؤمن الاميركيون بأن روح المجتمع من روح الفرد، لكنهم أكثر تدينا من الأوروبيين، ويرون أن «الفردية الخشنة جزء من إيمان (عقيدة)». مفهوم الفردية (انديفيديواليزم)، يركز على ان الفرد مستقل عن أي سيطرة خارجية، فردية أو اجتماعية أو حكومية. وهو حر في أن يقول ما يشاء، ويفعل ما يشاء. وهكذا يبقى فخوراً بنفسه، لأنه سيد نفسه.

وترفض الفردية القول بأنها أقل أهمية من التقاليد الاجتماعية، والالتزامات القبلية، والانتماءات العرقية، والمصالح الوطنية، وحتى العقائد الدينية. فالفردية ليست ضد الدين، لكنها ترفض أن يفرض عليها، وتفضل أن تقتنع هي به.

ويقول معارضو الفردية، إنها تتعدى الحدود المعقولة عندما تناقض القانون السائد، وتتحول الى عنف، وتصير استعلاء وأنانية.