اهتز الوضع الامني في لبنان بصورة خطيرة امس، اذ دارت اشتباكات ضارية على مدى يوم كامل بين قوى الجيش والامن الداخلي اللبناني، من جهة، ومسلحين تابعين لتنظيم «فتح الاسلام» الذي يتخذ من مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان معقلاً له بعد ان نصبوا كمائن للجيش.
ووفق حصيلة اولية وغير رسمية ادت الاشتباكات، التي كانت لا تزال مستمرة حتى مساء امس، الى وقوع حوالي 22 قتيلاً في صفوف الجيش اللبناني و14 قتيلا من عناصر «فتح الاسلامي». كذلك جرح 27 عسكريا و16 شرطيا و7 مدنيين لبنانيين ونحو 40 من اللاجئين الفلسطينيين. وترددت معلومات عن احتجاز كل فريق عناصر من الجانب الآخر.
فقد انفجرت الاشتباكات المسلحة منذ الثالثة من فجر أمس وعلى نطاق واسع في مناطق عدة من محافظة الشمال بعد أن عمدت مجموعة من عناصر «فتح الاسلام» الى القيام بعمليات سلب منظم لبعض فروع المصارف.
وفيما كانت الاشتباكات التي استخدمت فيها المدفعية متواصلة، اعلن عن اقفال سورية معبرين حدوديين مع لبنان لجهة منطقة عكار في شمال لبنان. ووصف رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الاعتداءات بأنها «بمثابة جريمة مبيتة ومحاولة خطيرة لضرب الاستقرار». وفي مدينة طرابلس لوحظ ان الاهالي استقبلوا بالتهليل دخول الجيش الى احياء المدينة التي كان الاصوليون يتحصنون فيها.