بينما تواصل مسلسل التفجيرات في لبنان بتفجير جديد في مدينة عاليه مساء امس اكد سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية المناهضة لسورية، امس ان ليس امام عناصر «فتح الاسلام»، التي «غدرت» بالجيش اللبناني، سوى «تسليم نفسها» بينما خيّر وزير الدفاع اللبناني، الياس المر، أمس، عناصر تنظيم «فتح الإسلام» بين الاستسلام أو «الحسم العسكري» وأكد في حديث الى «العربية» الفضائية أن أكثر من 50 مقاتلا من التنظيم قتلوا خلال الاشتباكات مع الجيش اللبناني. واكدت قيادة الجيش اللبناني امس انه «سيبقى ضنينا بحياة الأشقاء الفلسطينيين رغم فداحة ما حصل. ولن يتهاون مع العصابات ولن يسمح بتحويل المخيمات منطلقاً للفتنة»، فيما وصف ممثل منظمة التحرير في لبنان عباس زكي تنظيم «فتح الاسلام» بـ«العصابة» التي «لا انتماء ولا هوية لها».
من جانبها رفضت جماعة «فتح الإسلام» القاء السلاح، وكانت الهدنة الإنسانية التي اوقفت القتال بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الاسلام» الاصولي في محيط مخيم نهر البارد قد افسحت المجال واسعاً للمعالجات السياسية، كما اتاح وقف القتال، رغم بعض الخروقات المتقطعة من جانب المسلحين الاصوليين، خروج حوالي 15 الف لاجئ فلسطيني من نهر البارد الى الاماكن المجاورة الآمنة وخصوصاً مخيم البداوي.
وقد تواصل التحقيق أمس مع عدد من الموقوفين من تنظيم «فتح الاسلام» بإشراف القضاء العسكري. وفيما تبين ان بين قتلى التنظيم مواطنين لبنانيين من طرابلس، علم في اطار التدقيق بهويات 17 جثة من عناصر التنظيم أن 15 منهم يحملون بطاقات هوية مزورة لبنانية ويمنية وفلسطينية وبنغالية كما تم العثور على جثة نائب زعيم «فتح الاسلام».
وفي هذا السياق اجتمع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس بوفد فلسطيني برئاسة زكي استكمالاً للبحث في آلية معالجة الوضع في نهر البارد وازالة «ظاهرة فتح الاسلام». وفي استمرار لموجة التفجيرات الاخيرة في لبنان، التي ضربت عدة مناطق، وقع انفجار مساء امس في سوق رئيسي في بلدة عاليه، اشهر مدن الاصطياف اللبنانية، التي تعد احد معاقل وليد جنبلاط احد قادة الاكثرية اللبنانية. وقالت المعلومات الاولية، ان بين 3 و4 اصيبوا بينما لحقت اضرار جسيمة بالمحال التجارية من جراء عبوة ناسفة وتم تفكيك عبوات اخرى.
وفي بادرة أوحت «باستمرارية» السياسة الفرنسية إزاء لبنان في عهد الرئيس الجديد نيكولا ساركوزي أعلنت باريس أن وزير الخارجية الجديد، برنار كوشنير، سيتوجه الى بيروت بعد ظهر اليوم في «زيارة عمل» تستمر يومين.