أسماك القرش يمكن أن تتوالد عذرياً

أول اكتشاف علمي في نوعه

TT

في اول اكتشاف علمي من نوعه، أفاد فريق من العلماء الاميركيين والايرلنديين بانه اكتشف ان غالبية إناث سمك القرش يمكنها الولادة من دون حدوث اتصال جنسي، وهو ما يمثل قدرة غير اعتيادية لهذه المخلوقات الفقرية العريقة في القدم.

ونشر الباحثون تقريرهم عن قدرة هذه الاسماك على التوالد من دون اتصال جنسي عبر عملية تعرف باسم التوالد العذري، في النشرة الالكترونية لمجلة «بيولوجي ليترز» البريطانية. وقد رصد العلماء عمليات التوالد العذري لدى بعض الانواع من الطيور والزواحف والبرمائيات والاسماك ذات العظام، إلا ان الاكتشاف الجديد يفترض ان القدرات المتوافرة لدى الفقريات للتوالد، من دون اتصال جنسي، قد تطورت منذ أزمان بعيدة اكثر مما كان العلماء يتصورونه.

وبدأ الفريق العلمي دراساته عندما ولدت بشكل غامض سمكة قرش صغيرة انثى، من نوع اسماك القرش ذات رأس المطرقة في حديقة حيوانات هنري دورلي في ديسمبر (كانون الاول) 2001، وذلك في حوض ضم ثلاث اسماك بالغة كانت كلها من الإناث ومن دون وجود أي ذكر. وقد قتلت السمكة الوليدة التي بلغ طولها 7 بوصات (17.5 سم تقريبا) خلال يوم من ولادتها، لأنها وكما يبدو، هوجمت من قبل احدى الاسماك.

ورغم ان تلك الاسماك كانت قد اصطيدت قبل ان تصل الى مرحلة البلوغ، وتم الاحتفاظ بها ثلاث سنوات، فان الباحثين اعتقدوا في البداية ان واحدة منهن احتفظت بحيوان منوي من سمكة قرش من الذكور قبل ان تلقح بويضتها. إلا ان الفريق الذي ضم باحثين من جامعة نوفا ساوث إيسترن في فلوريدا وجامعة كوينز في بلفاست اضافة الى باحثين في حديقة الحيوانات، تأكد من ان التركيب الجيني لسمكة القرش الانثى الوليدة كان مطابقا تماما للتركيب الجيني لإحدى الاسماك الإناث الموجودة في الحوض.. ولم يكن هناك أي أثر لأي جينات ذكرية! وقال محمود شيفجي، مدير معهد غاي هارفي للابحاث في جامعة نوفا ساوث إيسترن، وأحد المساهمين في البحث انه وزملاءه تأكدوا ان الناتج (عن الولادة) يتكون عندما تنتج اسماك القرش البويضات التي تعرف بانها «الجسم النصفي الشقيق» والتي تندمج مع البويضات غير الملقحة لانتاج سمكة قرش وليدة. واضاف في مقابلة انها «بالفعل ولادة عذرية، وانها يمكن ان تفسر عمليات ولادة اسماك القرش الاخرى اثناء وجودها في مواقع الأسر».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص («الشرق الاوسط»)