«طب الفضاء».. انطلاقة جديدة بعد «حلم» وصول الإنسان للمريخ

دراسات على الرواد يستفيد من نتائجها المرضى على الأرض

TT

قد يستغرب الكثيرون أن أسهل وأوسع الأبواب لدخول الشغوفين إلى عالم صناعة الفضاء العالمية اليوم، هو الطب. وقد اصبح التطور في هذه الصناعة مرتبطا بمدى قدرة التطبيقات الطبية على حل الإشكاليات الصحية التي تعترض سلامة رواد الفضاء، خصوصا مع البدء الفعلي أيضاً في الرحلات السياحية الفضائية وتنامي الحديث عن مشروع وصول الإنسان إلى المريخ وإعادة فتح ملف الذهاب إلى القمر.

من جانب آخر، فان ما يهم بقية الناس والمرضى، ممن لا علاقة مباشرة لهم بالفضاء سوى رؤيته من بعيد، هو نتائج دراسات وتجارب فهم تغيرات الجسم وتطبيقات الطب عن بُعد، ونتائج الاستفادة التطبيقية العلاجية للأمراض، سواء تلك المتعلقة بإنتاج الأدوية أو إجراء تحليل المختبرات أو القيام بالجراحات وغيرها. كل هذا في أجواء بعيدة عن الجاذبية الأرضية. وفي احدث تعاون في ميدان طب الفضاء وقعت مايوكلينك وفرع غالفستون الطبي لجامعة تكساس ومختبرات وايل في هيوستن، اخيرا مذكرة تفاهم لتكوين مجموعة تعاونية من مصادر طب الفضاء، بغية تحقيق تغطية كامل احتياجات قطاع صناعة رحلات الفضاء للأغراض المدنية من الخدمات الطبية. وفي هذا المضمار من الطب، يعمل الأطباء جنباً إلى جنب مع العلماء في تخصصات أخرى شتى ومع فرق من المهندسين بغية الحفاظ على سلامة وصحة الجوانب البدنية والعقلية والاجتماعية لرواد الفضاء أثناء رحلاتهم وبعد عودتهم إلى الأرض، ودراسة تأثيرات الظروف البيئية الفضائية على القلب والأوعية الدموية، وعلى العظم والعضلات، وعلى التوازن واضطراباته، وعلى أجهزة مناعة الجسم. وهذه الدراسات تساعد كلها رواد الفضاء وتساعد ايضا المرضى على سطح الأرض.