نجح قراصنة ومبرمجون مهرة في طرح برامج تستطيع فكّ نظم الحماية الجديدة لأقراص الأفلام عالية الوضوح الموجودة في أقراص «بلو راي» الجديدة و«إتش دي دي في دي» قبل أسبوع من طرح الأفلام نفسها في الأسواق. وتمّت هذه العملية بعد فترة قصيرة من قيام مجموعة اخرى منهم بفكّ نظام تشفير الأفلام عالية الوضوح، وقام افرادها بنشر «مفاتيح» هذه الشفرات على الإنترنت بشكل مكثف وغير مسبوق، ومن دون انتظار أيّة إيرادات ماديّة لقاء أتعابهم، ليصبحوا أشبه بـ«روبن هود» رقميّ. ويمكن اعتبار هذه الخطوات المرحلة الأولى نحو الإطاحة بنظام التشفير الموجود في الجيل الجديد للأفلام عالية الوضوح. وتُعيد هذه العملية ذكريات خرق 3 مبرمجين (من بينهم مبرمج نرويجيّ يبلغ من العمر 16 عاما، اسمه «جون جوهانسن») لنظام الحماية الموجود في أقراص «دي في دي» بعد فترة قصيرة من طرحها في الأسواق.
وقامت شركات تصنيع الأفلام بممارسة تهديدات وضغوطات قانونيّة ضدّ كبرى صفحات الإنترنت لإزالة المفاتيح المنشورة، الأمر الذي قوبل بالتجاوب في بداية الأمر، ولكنّه انتهى بالرفض القطعيّ، بعد اندلاع أعمال شغب رقمية ذكيّة من المتصفحين الذين يريدون ممارسة حقوقهم وحريّتهم في كتابة ما يريدون على الإنترنت.
وعلى الرغم من أنّ هذه الخروقات قد تشكل خسارة مادية للشركات المصنّعة للأفلام، إلا أنّها قد تكون عاملا رئيسيّا في تحديد النظام الذي سيربح حرب الأقراص الجديدة بين «بلو راي» و«إتش دي دي في دي»، نظرا لزيادة شعبية الأفلام المقرصنة، وشراء المستخدمين أجهزة تستطيع تشغيل تلك الأفلام.