توصيلات لها علاقة بالاخلاق داخل دماغ الإنسان

تجربة تظهر امتناع فأر عن الاكل حزنا على رفيقه

TT

جاءت نتائج الدراسات، التي نشر أغلبها في الشهر الحالي، لتظهر بشكل غير متوقع أن العديد من الجوانب الاخلاقية تبدو مزروعة في توصيلات الدماغ المتينة، وأنها على ما يبدو نتاج لعمليات التطور والارتقاء التي انطلقت في أنواع حية أخرى.

ليس بمقدور أحد أن يقول فيما اذا كانت الزرافة او الأسد يعانيان من وخز ضمير أخلاقي بنفس الشكل الذي يعاني منه الإنسان، لأن أحدا لم يدخل الى رأس الزرافة، ومع ذلك فان من المعلوم ان الحيوانات يمكنها ان تضحي بمصالحها الخاصة، وقد اظهرت تجربة أجريت على فأر، كان الغذاء يقدم له في كل مرة يقوم الباحثون فيه بصعق فأر جار له بصعقة كهربائية، ان الفأر الاول امتنع عن تناول الطعام! وقد أخضع غرافمان وزميله جورج مول أدمغة عدد من المتطوعين لعمليات مسح بعد أن سألهم ان يفكروا في واحد من اثنين من السيناريوهين التاليين: اما التبرع بمبلغ من المال لمنظمة خيرية أو إبقاء المبلغ في حسابهم. وكانت النتيجة انه، وما أن قدم المتطوعون مصالح الآخرين امام مصالحهم الشخصية، فان كرمهم هذا أدى الى تنشيط جزء بدائي من المخ ينشط عادة عند الاستجابة للطعام او الجنس. وظهر من التجربة ان الإيثار وحب الغير، لم يكونا من الوظائف المتقدمة جدا التي تكبح النوايا الأنانية الاولية، بل انها كانت من مكونات الدماغ الاساسية التي تبعث السرور في الإنسان.

إن ما يكشف عنه البحث الجديد، هو ان المبادئ الاخلاقية لها جذور بيولوجية، مثل مركز المكافآت في الدماغ، عريقة في القدم. وكلما ازدادت معارف العلماء كلما ظهر ان أساس المبادئ الاخلاقية هو التعاطف الكبير او «التقمص العاطفي»؛ اذ ان المقدرة على التعرف على تجربة الآخرين، بل وحتى تصور المرور بها، يعتبر قفزة مهمة في تطور السلوك الاجتماعي.