لبنان: الفصل.. بالفصل السابع

الحريري باكيا: إنه انتصار للبنان المظلوم * سورية : القرار يعد انتقاصا من سيادة لبنان وقد يلحق مزيدا من التردي في الأوضاع اللبنانية * 10 صوتوا للقرار و5 امتنعوا بينهم الممثل العربي الوحيد قطر.. ولا اعتراض * الحريري وجنبلاط يطالبان بتجنب الاستفزازات

TT

اقر مجلس الامن الدولي تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري بغالبية عشرة اصوات وامتناع خمسة اعضاء عن التصويت وهم: قطر العضو العربي الوحيد في المجلس وجنوب افريقيا واندونيسيا والصين وروسيا.

وافتتحت الجلسة بكلمات لممثلي الدول الممتنعة ثم طلب رئيس الجلسة مندوب الولايات المتحدة زلماي خليل زاد التصويت من الدول الاعضاء برفع الايدي واعلن تبني القرار 1757 الذي يقضي بتشكيل المحكمة الدولية الخاصة بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة في غياب أي استخدام لحق الفيتو من جانب الاعضاء الدائمي العضوية في البرلمان. وركزت انتقادات ممثلي الممتنعين على اعتبار ان اعتماد الفصل السابع ينتهك السيادة اللبنانية ويهدد الاستقرار الهش اساسا في البلاد. وفي بيروت والمناطق اللبنانية عمت الاحتفالات الشوارع رغم توصيات سابقة من الاكثرية بالطلب من المواطنين البقاء في منازلهم.

ووجه زعيم تيار المستقبل سعد الحريري كلمة الى اللبنانيين اعتبر فيها ان القرار «انتصار للبنان المظلوم»، وقال «اهدي هذه اللحظة الى كل اللبنانيين الذين يكابدون منذ ثلاثة عقود في وجه العنف القاتل والارهاب الاعمى».

واعتبر ان القرار «لحظة فاصلة بين زمنين: زمن القتل والجريمة بدون حساب وزمن الحساب والعقاب لكل من يريد لبنان ساحة للاجرام».

واعتبر ان اقرار المحكمة «لحظة الدخول الى العدالة» ذاكرا مرور 836 يوما على استشهاد رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

وقال «كانت مسافة طويلة وقاسية محفوفة بالدم والخطر والامل قطعها اللبنانيون باصرار وشجاعة»، مقدما الشكر الى «الاشقاء العرب الذين دعموا لبنان». واعتبر الحريري الذي أجهش بالبكاء في ختام الخطاب ان القرار «لحظة للوحدة والتلاقي»، قائلا انه يمد يده الى «شركائنا في الوطن» قائلا لهم «كفانا انقساما». وفي دمشق قال مصدر اعلامي سوري مسؤول ان انشاء المحكمة تحت الفصل السابع يعد انتقاصا من سيادة لبنان، الامر الذي قد يلحق مزيدا من التردي في الاوضاع في الساحة اللبنانية. وقبل ساعات من إصدار مجلس الامن الدولي القرار، اعلنت وزارة الداخلية اللبنانية عن اتخاذ تدابير امنية استثنائية.

وفيما لوحظ أن أجواء وجوم سادت أوساط المعارضة أمس، حرص قادة قوى «14 آذار» على ضبط جماهيرها، خشية ان يؤدي الاحتفال بإقرار المحكمة الى صدامات فعمد الزعيمان المعنيان أكثر من غيرهما بإقرار المحكمة، رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ـ الذي اعتبر يوم امس «يوما تاريخيا» ـ، الى دعوة مناصريهما إلى ضرورة الامتناع عن مظاهر «الابتهاج والتحدي» في الشارع.