حريق في لبنان.. وغزة.. والعراق

اغتيال النائب عيدو في بيروت بـ 80 كيلوغراما من المتفجرات * عمليات قتل وحشية بين فتح وحماس واقتحام للمقرات * حظر تجول في العراق * الحريري يدعو الجامعة العربية لحماية لبنان من «النظام الإرهابي» * قتلى وجرحى في غزة .. وحماس توشك على السيطرة * تفجير في مرقدي سامراء ينذر بغليان طائفي

TT

من العراق إلى لبنان وغزة اشتعلت 3 حرائق أمنية وسياسية، تهدد بتداعيات خطيرة. ففي غزة استمر القتال بين فتح وحماس لليوم الثالث، مع قتلى جدد وصل عددهم الى 24، واقتحام للمقرات الأمنية، وبدا أن فتح تفقد السيطرة، بينما بدأ اليوم بتفجير مرقدين في سامراء ليزيد الغليان الطائفي في العراق، وانتهى بجريمة جديدة في لبنان، تهدد بإشعال الموقف كله مع اغتيال النائب وليد عيدو من الأكثرية النيابية المعارضة لسورية، ليكون الشخصية السياسية السابعة في قائمة الاغتيالات، التي عصفت بلبنان وترافقها حاليا معارك الجيش مع جماعة فتح الإسلام.

وتم استهداف النائب عيدو لدى عودته من ناد رياضي يرتاده في بيروت، برفقة نجله الاكبر خالد واثنين من مرافقيه، بسيارة مفخخة انفجرت لدى مرور موكبه في محلة المنارة، ما ادى الى مقتل نحو عشرة اشخاص بينهم عيدو ونجله ومرافقاه ولاعبان من نادي النجمة الرياضي كانا في ملعب النادي القريب من الانفجار، فيما اصيب أكثر من عشرة اشخاص بجروح مختلفة. وقدرت المعلومات الاولية زنة العبوة بنحو 80 كيلوغراماً، وقد ادى انفجارها الى قذف جثث الضحايا الى ملعب نادي النجمة الرياضي الذي كان لاعبوه قد انهوا لتوهم تدريبهم اليومي.

واتهم سعد الحريري زعيم الاكثرية سورية من دون ان يسميها بالاسم، بالتورط في اغتيال النائب وليد عيدو اسوة بسائر الشخصيات اللبنانية المعارضة لها، وطالب جامعة الدول العربية بمقاطعة هذا «النظام الارهابي».

وقال الحريري في كلمة متلفزة «الاصابع نفسها التي اغتالت الشهيد الرئيس رفيق الحريري وسائر الشخصيات، اصابع الشر واجهزة الشر التي تزرع الرعب في كل لبنان، هي نفسها ارتكبت جريمة اغتيال وليد عيدو».

ودعا «الجامعة العربية بشكل خاص الى تحمل مسؤولياتها تجاه النظام الارهابي الذي يخل بامن لبنان ويقتل رجاله»، واضاف «اما ان تتمكن الجامعة من حماية لبنان، البلد المؤسس فيها، واما ان تقاطع نظام الارهاب الذي يعتدي على لبنان بدون هوادة امام اعين العالم كله».

وعلى صعيد حريق فلسطين .. قتل في اليوم الثالث للمعارك الدموية بين حركتي حماس وفتح، حوالي 24 شخصا وأصيب أكثر من 120 شخصا, بينما يكاد مسلحو حماس والقوة التنفيذية، يطبقون سيطرتهم على قطاع غزة. فقد أعلنوا شمال القطاع منطقة أمنية مغلقة واستولوا على وسط القطاع، كما استولوا على المناطق الجنوبية، بما فيها معبر رفح، حيث اضطر اكثر من 50 من رجال الأمن الوطني للفرار الى الجانب المصري من الحدود. ولم يبق في ايدي مسلحي فتح والأجهزة الأمنية الا المقار الرئيسية في مدينة غزة، بما فيها مقر الأمن الوقائي في منطقة تل الهوا والمنتدى مقر الرئاسة ومعسكر انصار، وكذلك مقر المخابرات والشرطة الذي يطلق عليه «السرايا». وأمهلت حماس الأجهزة الأمنية في شمال غزة حتى منتصف يوم غد لتسليم سلاحها.

واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاميركية للدفاع عن حقوق الانسان الفصائل الفلسطينية المسلحة بارتكاب «جرائم حرب» خلال المواجهات المسلحة بين «فتح» و«حماس» التي عصفت بقطاع غزة منذ ايام. وسردت المنظمة حالات القتل والثأر التي تتبادلها الجهتان. وأشارت الى مقتل محمد السويركي الذي كان يعمل طباخاً لدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابومازن) وإلقاء جثمانه من الطابق الخامس عشر من احد المباني ويداه ورجلاه مقيدة. وبعد ذلك أسرت قوات فتح الشيخ محمد الرفاتي المناصر لحماس وقتلته بالطريقة نفسها.

وفي العراق ينذر تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء امس، وهو الثاني بعد تفجير قبته الذهبية في 22 فبراير 2006، بغليان طائفي جديد. وتحسبا لتصعيد كهذا أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بفرض حظر التجول في سامراء وبغداد «حتى اشعار آخر»، فيما دعت القيادات الدينية والسياسية الى ضبط النفس.