الاعتذار.. فن كسب الآخر

ثقافة لا نتقنها

TT

«لم أخطئ في حقه بل هو المخطئ»، «لماذا أعتذر أنا، لما لا يكون هو المبادر؟»، «لن أحط من كرامتي وأذهب للاعتذار له، الايام كفيلة بانهاء الخلاف في وجهات النظر».. تلك العبارات وغيرها تتردد كثيرا على مسامعنا، لأننا لا نزال ننظر إلى الاعتذار على أنه ضعف، أو أنه سلوك لا ينتج عنه سوى إهدار الكرامة والتقليل منها، وهو ما يظهر على كافة المستويات، بدءاً بالعلاقات الفردية بين الأزواج والأصدقاء والأقارب، انتهاء بالسلوك العام للمجتمع ومؤسساته. ومن النادر، أن تجد شركة طيران أرسلت اعتذاراً لعملائها على تأخر إحدى رحلاتها، أو هيئة بريد بررت للمواطنين سبب تأخر رسائلهم واعتذرت منهم. حتى كلمات الاعتذار لدينا تجدها مموهة لا تكشف عن الاحساس بالخطأ والرغبة في الاعتراف به، ومن بينها: «المسامح كريم» و«يا بخت من بات مظلوما ولا بات ظالما» و«جلَّ من لا يُخْطِئ».