مشرف: لن نسمح بـ«مساجد حمراء» وعلى المدارس الدينية إنهاء التطرف

مولانا عبد العزيز أم الصلاة على جنازة شقيقه وتعهد بثورة

الناظرة المعتقلة لمدرسة حفصة التابعة للمسجد الأحمر في طريقها بصحبة
TT

اعلن الرئيس برويز مشرف امس في كلمة الى الامة ان الهجوم على المسجد الاحمر في اسلام اباد الذي اصبح منذ اول من امس تحت سيطرة الجيش الباكستاني كان «لا بد منه». واضاف ان حكومته لن تسمح لأي مسجد أو مدرسة دينية في باكستان بأن تحذو حذو المسجد الأحمر وجامع حفصة بعد ان استخدمهما متشددون وإرهابيون كمخبأ لمواصلة اجندتهم المتطرفة. واضاف مشرف في اول رد فعل له بعد التدخل العسكري ضد المتحصنين في المسجد والذي اوقع 86 قتيلا على الاقل بينهم غالبية من الاسلاميين، «انني حزين للخسائر في الارواح من جراء العملية العسكرية لكن الهجوم كان لا بد منه».

وقال مشرف في خطاب نقل على شاشات التلفزيون بعد ساعات من إعلان الجيش الباكستاني انتهاء العمليات العسكرية ضد المتحصنين بالمسجد الأحمر، انه لن يسمح لأي مسجد أو مدرسة دينية في البلاد بأن تصبح معقلا للتطرف والإرهاب. وأوضح خلال خطابه الذي ألقاه امس انه طلب من قادة المدارس الدينية ان يقدموا انفسهم ويأتوا لتدريس الطلاب طريق الاسلام الصحيح، وطلب ايضا من رابطة المدارس الدينية التعاون مع الحكومة لوضع نهاية لنزعة التطرف في المدارس الباكستانية. وقال ان المتطرفين في جامع حفصة والمسجد الأحمر لم يشوهوا الإسلام فحسب، بل أضروا بمساعي الحكومة الباكستانية الرامية الى تحويل النظرة السلبية في الغرب الى المؤسسات التعليمية الدينية في باكستان. وقال في هذا السياق انه ظل يؤكد للقادة الغربيين على الصورة الايجابية للمدارس الدينية الباكستانية، إلا ان ما حدث في المسجد الأحمر، حسبما قال، أضر بمساعيه في هذا الشأن. وقال مشرف ايضا ان غالبية الباكستانيين تتسم بالاعتدال وتشعر بالقلق إزاء انتشار التطرف في البلاد. وطلب مشرف من هذه الأغلبية ان تساند الحكومة في لجم التطرف في المجتمع الباكستاني. وعلق قائلا ان انتصار حكومته في عملية المسجد الأحمر ضد المتطرفين ليس مناسبة للاحتفال. وقد جرى أمس سحب 75 جثة من المسجد الاحمر في اسلام اباد، بينها 19 جثة تعذر كشف هوياتها وقد تعود الى نساء واطفال، وذلك بحسب حصيلة اوردها الجيش الباكستاني أمس. وقالت مصادر رسمية ان عدد القتلى في الأيام الثمانية بلغ 108 قتلى.

وقتل عالم الدين عبد الرشيد غازي مع عدد من المتشددين الذين احاط نفسه بهم في مواجهة اخيرة في الطابق السفلي من مدرسة حفصة، وسمح لاخيه عبد العزيز الذي ضبط وهو يحاول الهرب متخفيا في نقاب امرأة في المراحل الاولى من الحصار بأن يرافق جثمان غازي في الجنازة في قريتهم التي تقع في اقليم البنجاب الشرقي. وأم عبد العزيز الصلاة على جثمان اخيه التي حضرها أكثر من الف شخص في قرية باستي عبد الله التي تحمل اسم والديهما، وتنبأ بثورة اسلامية في باكستان ردا على احداث المسجد الأحمر.