عندما يسرق الأهل طفولة أبنائهم

أظافر مقلمة.. شفاه ملونة وعيون مطلية.. صغيرات يتشبهن بالكبار

TT

الحديث عن تبرج الصغيرات خاصة في الاعياد والمناسبات، حيث الاظافر الصغيرة مقلمة والشفاه ملونة والعيون مطلية بالظلال، يأخذنا إلى ظاهرة جديدة بدأت تتمدد وتنتشر بسرعة في بعض طبقات المجتمع العربية. أصبح فيها من الشائع ان نرى طفلة صغيرة تتزين وتتأنق تماما مثل امها أو كأي مراهقة ترتدي وأمها الملابس نفسها. السبب الرئيسي يعود الى ان الاهل وتحديدا الأم، التي تبدي ردة فعل عما حرمت منه في صغرها كحالة من التعويض، فتحوّل طفلتها امرأة صغيرة. ولدى توعية الأم على الانعكاسات السلبية المستقبلية لهذا الامر، تجيب انها ستمنعها عندما تكبر من التأنق بهذا الشكل، غير مدركة انها ستعجز عن ذلك، وأنها ستواجه مشاكل جمة في مرحلتي المراهقة والشباب.

وتعود أسبابها إلى عدة عوامل أخرى، فبعض الأمهات يرغبن في أن تكبر صغيراتهن بسرعة ليرين صورتهن فيها، إلى جانب تأثيرات الموضة والجيران وما تبثه وسائل الاعلام. ورغم تعدد الدوافع إلا أن النتيجة واحدة وسلبية يتحملها الطفل فتاة كان أو صبياً. فبالتأكيد ان الصغير الذي يعامل بهذه الطريقة لن يعيش طفولته كما يفترض به ان يفعل، لأن الأهل يحرقون هذه المرحلة من دون أن يعوا أخطارها اللاحقة، كون الطفولة فترة قصيرة ولكنها تحدد شخصية الانسان المستقبلية. اللافت في الظاهرة ان التحرر في الشكل لا يقابله تحرر في المضمون. فحين يبدأ الطفل أو الطفلة بالسؤال عن امور معينة متعلّقة بالتربية الجنسية يواجه بالصمت ومحاولات التعتيم. الخبراء الاجتماعيون يردون الأمر أيضا إلى تقاعس الاهل عن تأدية ادوارهم، بحجة انهم يريدون ان يكونوا أصدقاء للطفل، وهذا بدوره يلغي قسما كبيرا من الطفولة ويحرقها لأنه يحمله مسؤولية سابقة لأوانها.