الفرنسيون على منعطف العودة للدراجات وتأمل الطبيعة

جمعيات حماية البيئة ترسم حدوداً للثقافة الاستهلاكية

TT

أصبح نشاط الجمعيات البيئية يتخطى مهمة التوعية والإرشاد إلى تشجيع ظهور ما يسمى بـ«الثقافة البيئية»، المتمثلة في مجموعة قيم جديدة تهدف إلى إعادة تشكيل الأنماط الاستهلاكية للأشخاص، بما يتناسب وحماية البيئة، وفي مواجهة ما يسميه باحث علم الاجتماع والعضو البارز في حزب الخضر الفرنسي، ألان ليبتز، «المجتمع الاستهلاكي المُوجه».

عدد هذه الجمعيات في فرنسا بات الآن يفوق المائة، بعضها يهتم بمشاكل حماية البيئة بصفة عامة، وبعضها يتخصص في مجالات معينة كحماية الثروة الحيوانية، والثروة المائية، والمساحات الخضراء، وتلوث المناخ، ربما أهمها الآن، بعد مؤسسة «غرين بيس» العالمية، مؤسسة «نيكولا هولو» التي استفادت من شهرة صاحبها منتج ومقدم برنامج «اوشويا» المعروف. وهو الشخصية التي نجحت في تحقيق ما فشل فيه حزب الخضر، أي استغلال الإعلام لخدمة القضايا البيئية. وقد بلغ نيكولا هولو أهدافه حين أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، قبل أن يتراجع، بعد أن انتزع من الرئيس نيكولا ساركوزي وعوداً صريحة بوضع إشكالية حماية البيئة في قائمة أولوياته. وتنشط المؤسسة بفضل نصرة شركات كبيرة كشركة «غاز فرنسا» وشركة «لوريال»، بالإضافة إلى تقديمات خاصة وصلت إلى ثلاثة ملايين يورو، وهي لا تكتفي فقط بحملات توعية وإعلام للكبار، بل تتوجه أيضاًً لمخاطبة عقول الصغار.