أعفى العاهل المغربي الملك محمد السادس، فؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية، من موقعه الحكومي. وشكل الإعفاء مفاجأة كبرى، وخلق حالة دهشة لدى الطبقة السياسية المغربية، فالرجل الذي كان حتى الليلة قبل الماضية، يعد أقوى رجل في مملكة محمد السادس، وهو رفيق دراسته وصديقه, ويتحكم في المربعات الأمنية وغير الأمنية، وضع بيان من القصر الملكي بثته وكالة الانباء المغربية في الساعة السابعة والربع من مساء اول من امس (توقيت غرينتش)، حدا لمهامه. وتحدث بيان الديوان الملكي عن التماس رفعه الهمة الى الملك محمد السادس، لإعفائه من مهامه الوزارية كعضو في الحكومة، ووافق العاهل المغربي على الالتماس. وعزا بيان الديوان الملكي التماس الهمة اعفاءه من مهامه، الى رغبته في الترشح للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في السابع من سبتمبر (ايلول) المقبل.
واعتبرت مصادر سياسية متطابقة في العاصمة المغربية، اعفاء الهمة زلزالا سياسيا، لا سيما وأنه يأتي عشية تنظيم الانتخابات التشريعية، وقبل ايام قليلة من انطلاق المفاوضات مع جبهة البوليساريو في مانهست بضواحي نيويورك، وهي المفاوضات التي شارك الهمة في جولتها الاولى الشهر الماضي. وبإبعاد الهمة يكون المغرب قد دخل مرحلة جديدة ومغايرة في مسار حكم الملك محمد السادس، الذي كثيرا ما يفاجئ المراقبين والمواطنين على حد سواء، بقرارات تتسم بالجرأة.