عدد النقرات هل يدل حقا على عدد القراء؟

عالم النشر الإلكتروني أشبه بمتاهة كبرى

TT

المقاييس تتبدل بسرعة، وكذلك المفاهيم والقيم. وقد دخل العرب عالم النشر الإلكتروني وانخرطوا فيه، وباتوا يعرفون ألاعيبه ودهاليزه. وكثيرون من أصحاب المواقع والكتاب والصحافيين باتوا يستخدمون كل الحيل المتاحة لرفع نسبة قرائهم، دون أن ينشغلوا بالمصداقية. وجاء موقع «اليكسا» بما يقدمه من ترتيب للمواقع، وقياس لعدد زوارها ليزيد المهوسين هوسا والمتنافسن تنافساً، ويصبح عالم النشر الإلكتروني أشبه بمتاهة كبرى، على المشاركين فيها أن يعيدوا ترتيب أولوياتهم، وتنظيم افكارهم، ليتبينوا الطريق. هل دخلنا في لعبة وهم جديدة؟ ريم الخضر، صاحبة موقع «داماس بوست»، تقول إن الـ(Hits) ليس معياراً زائفاً، لكنه لا يدل بدقة على أهمية الموقع. لأنه لا يقيس التصفح، وإنما مجرد الدخول. وكلما أكثرنا من العناصر المفعلة في الصفحات وطولنا طريق للوصول إلى المحتوى زاد عدد النقرات. وهذا يمكن ان يحصل في التجول العابر والسريع دون قراءة ولا حتى الاطلاع على محتوى الصفحات. لذا فإن المعيار الأقرب إلى الصحة هو قياس نسبة تصفح الزائر (PAGES) للصفحات الداخلية، وأيضا عدد الزوار.

أما الشاعر خلف علي الخلف، صاحب موقع «جدار» الثقافي، الذي قام بإعداد دراسة ماجستير عن الصحافة الإلكترونية، ورصد لعدة سنوات أشهر المواقع العربية، فيقول إن لدى موقعه عدد زوار ثابتا يتراوح بين 1500 ـ 2000 زائر. وهو رقم ضئيل، لكن نسبة التصفح أعلى من المعدل العالمي، فهي تتراوح بين 4 إلى 6 صفحات للزائر، وتصل أحياناً إلى 8 بينما النسبة في صحفية كبرى كـ«الغارديان» هي 2.7 ، والمعدل العالمي يتراوح عند 4.2. وزيادة التصفح تتعلق بعوامل كثيرة، منها الترويج لبعض الموضوعات. ويشير خلف إلى أنه يقوم أحياناً بإرسال الموضوع الذي ليس عليه قراءات إلى القائمة البريدية التي تحوي حوالي ستة آلاف عنوان، أو أنه يعمم موضوعاً يراه مهماً. ويلفت إلى أن هناك صحفاً عربية كثيرة لديها عدد زوار ومقدار تصفح أكثر من الصحف العالمية الشهيرة. ويقول إنه من خلال بحثه اكتشف أن 90% من كتلة المتصفحين العرب هم من المهاجرين، مما يفسر انخفاض نسبة التصفح صيفاً بنسبة 50%، مع زيارة المهاجرين لبلادهم في العطلة السنوية.