شكوك في ارتباط الصداع النصفي بأمراض شرايين القلب والدماغ

الشكوى منه ربما تمثل علامة على مرض في الأوعية الدموية الدماغية

TT

يتعاظم الاهتمام الطبي بالعلاقة بين الصداع النصفي واحتمالات الإصابة بتداعيات أمراض شرايين القلب أو الدماغ، وقد نشر في مجلة «ألم الرأس» العلمية البريطانية لهذا الشهر فقط، أكثر من أربعة بحوث ودراسات مراجعة حول العلاقة في ما بينهما.

ومن بين الأعراض المتعددة لأمراض أو اضطرابات أو خلل أداء أجزاء الجهاز العصبي المركزي لوظائفها، يبدو أن الصداع، خاصة الصداع النصفي أو ما يُعرف بالشقيقة، يحتل مكانة في احتمال أن تكون الشكوى منه مقدمة أو علامة على وجود أمراض في الشرايين الدماغية، وهي التي قد تتسبب بالسكتة الدماغية كأحد تداعيات حالات نقص أو انقطاع تزويد مناطق من الدماغ بالدم المحمل بالأوكسجين، أو ما تُدعى حالات إسكيميا الدماغ.

ويقول الدكتور توبياس كيرث، من قسم الشيخوخة في مستشفى النساء ببوسطن بالولايات المتحدة، في مقدمة بحث المراجعة المنشور له في عدد أغسطس (اب) من المجلة، إن الربط في ما بينهما مطروح للنقاش العلمي منذ سنوات. والآليات المرضية الفسيولوجية لظهور حالة الشقيقة معروفة اليوم بتفصيل واسع نتيجة للدراسات المستفيضة حولها. وعلى وجه الخصوص أن اضطرابات الأداء التي تعتري خلايا الدماغ والشرايين تشكل عنصراً مهماً وحاسماً في ظهور هذه الحالة.

وكان الهدف من دراسته هو مناقشة الآليات البيولوجية الحيوية المحتملة وعرض الأدلة العلمية التي تربط ما بين الصداع النصفي وحالات السكتة الدماغية الناجمة عن الإسكيميا، وكذلك في ما بينها وبين حالات تداعيات وجود أمراض في شرايين القلب تُؤدي إلى إسكيميا في أجزاء من عضلة القلب.

وتشير الدراسات الى أن الشقيقة قد تكون علامة خاصة باحتمالات ما يُؤذي الدماغ دون ما يُؤذي القلب، مثلها في ذلك اعتبار الشكوى من ألم الصدر دلالة على ارتفاع احتمالات وجود مرض في شرايين القلب، دون شرايين الدماغ. وتضيف ان الذكاء الطبي هو في كيفية استغلال هذا، ليس فقط في الإخبار المجرد لمرضى الشقيقة بوجوب الاهتمام بصحة شرايينهم لوقاية أدمغتهم، بل في إنتاج وسيلة لفحص حال شرايين الدماغ لدى عامة الناس عبر اختبار لتحفيز حصول هذا النوع من الصداع مثلاً، أي أشبه باستخدام اختبار جهد القلب في التسبب بألم في الصدر وتغيرات في تخطيط القلب لدى من لديهم أمراض في الشرايين التاجية دون بقية الناس السليمين.