نيودلهي تنتج أرخص سيارة في العالم

كابوس لحماة البيئة وتخطيط المدن

TT

باتت السيارة جزءا أساسيا من حلم أية أسرة هندية تنتمي الى الطبقة الوسطى في المدن المزدهرة اقتصاديا في الهند. فالسيارة أصبحت رمزا للوضع الاجتماعي، ووسيلة تساعد الأسرة على الوصول في حالة جيدة من دون ان تكون هناك بقعة ما في الملابس، بسبب التلوث أو الوصول بملابس مبتلة بمياه الأمطار بل وحتى الوحل في بعض الأحيان.

هذا الحلم ربما يصبح في القريب العاجل، واقعا للكثير من الأسر. إذ من المقرر ان تبدأ شركة صناعة سيارات هندية في إنتاج أرخص سيارة في العالم ابتداء من العام المقبل، في خطوة تعتبر في نظر قطاع صناعة السيارات ثورة حقيقية، فيما تعتبر كابوسا في نظر المهتمين بحماية البيئة وتخطيط المدن، واضعين في الاعتبار المشاكل التي تعاني منها الهند أصلا في حركة السير وازدحام الطرق ومشاكل المساحات المخصصة لتوقيف السيارات. لم تعلن شركة «تاتا» عن تفاصيل تذكر حول السيارة المرتقب انتاجها العام المقبل بخلاف أن سعرها سيكون تقريبا حوالي 2500 دولار، أي حوالي 100 ألف روبية. وستكلف هذه السيارة نصف سعر أرخص السيارات في الهند حاليا. يقول اسعد باثان، الذي يدير اكبر وكالة لشركة «تاتا» في ثيروفانانثابورام، عاصمة كيرالا، ان امتلاك السيارة في الهند سيكون مثل امتلاك جهاز التلفزيون او المكيف. وأضاف قائلا انها ليست حلما وإنما ضرورة، لكنه تساءل ما اذا كانت الشوارع الهندية مستعدة لذلك. ارخص سيارة في العالم ستظهر في وقت بات يتمتع فيه كثير من سكان الهند بوضع اقتصادي ومعيشي جيد. وفيما لا يزال ثلثا سكان الهند يتقاضون ما يعادل دولارا اميركيا في اليوم، تمكن ملايين من الخروج من دائرة الفقر الى الطبقة الوسطى. وهناك تساؤلات حول تأثير هذه السيارات الإضافية على الطرق، وهو سؤال ليس له اجابة. فازدحام الطرق في الهند ليس له مثيل. ففي مومباي، العاصمة المالية للهند، يستغرق طريق لا يزيد طوله على اربعين ميلا ثلاث ساعات لقطعه. ويبدو الطريق مثل مكان انتظار سيارات. وقال معهد تعليم المرور أن في نيودلهي وحدها يصل عدد مخالفات المرور الى 146 مليون مخالفة ـ يوميا.

ويضاف الى ذلك التلوث. فكل ثمانية من ألف هندي يملك سيارة ـ بالمقارنة بحوالي 770 لكل ألف اميركي.