جراحات تجميل الثدي.. هل ترفع معدلات الانتحار بين النساء؟

مناقشات طبية حول دور المواد المستخدمة في الأثداء الصناعية

TT

لا تزال آراء العلماء متباينة حول السبب في ارتفاع معدلات الانتحار بين اعداد النساء اللائي يخضعن لعمليات التجميل بزراعة الثدي الصناعي. وفي حين يشير بعضهم الى ان الحالة النفسية الأساسية لهؤلاء النساء هي السبب في دفعهن إلى إجراء عملية تجميل الثدي، وأنهن غالباً لا يشعرن بالرضا من نتائجها بعد حين، ما يجعل العامل النفسي لديهن غير مستقر، يقول آخرون إن المواد المستخدمة في تركيبة تلك الأثداء ربما تتسبب بتغيرات في الجسم أو الدماغ، ما ينجم عنها اضطراب الحالة النفسية وارتفاع محاولات الإقدام على الانتحار.

وفي واحدة من احدث الدراسات في هذا المجال، قال باحثون من المؤسسة الدولية لأبحاث علم الأوبئة، في روكفيل بولاية ميرلاند الأميركية، إن المقارنة بين النساء اللواتي أُجريت لهن جراحات لتكبير الثدي، اظهرت انهن عُرضة لاحتمالات الإقدام على الانتحار بنسبة تتجاوز ثلاثة أضعاف تلك الاحتمالات لدى النساء اللائي لم يخضعن لذلك النوع من العمليات. وأن هذا الارتفاع لا يتضح إلا بعد مرور عشر سنوات أو أكثر بعد اللجوء إلى عملية زراعة ثدي صناعي للتغلب على عدم الرضا بحجم الثدي الذي وُهبن إياه بصفة طبيعية.

وتتبع فريق البحث لمدة 19 عاما محصلة حالات أكثر من 3500 امرأة سويدية خضعن لعملية تجميل الثدي عبر الزراعة في ما بين عام 1965 وعام 1993. وقارن أسباب الوفيات بينهن واسباب الوفيات لدى النساء الأخريات. وكانت أعلى معدلات الانتحار لدى النساء اللواتي لجأن لعملية تكبير الثدي وهن في عمر 45 سنة وما فوق.

ووفقا لتقرير المجمع الأميركي لجراحي التجميل فان عمليات تكبير الثدي باستخدام زراعة الثدي الصناعي شكلت في عام 2006 أعلى نسبة بين جميع عمليات التجميل التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة، والتي بلغت حوالي 230 ألف عملية تكبير ثدي، بمعدل تكلفة يبلغ حوالي 3600 دولار للعملية الواحدة. وهو ما يعني أن حجم سوق هذه العمليات التجميلية الخاصة فقط بتكبير حجم الثدي يبلغ حوالي مليار دولار سنوياً في الولايات المتحدة فقط، من دون تحديد حجم سوق هذه العمليات سنوياً في بقية مناطق العالم، وايضا من دون تحديد حجم سوق بقية أنواع العمليات التجميلية المتعددة الأخرى للثدي نفسه في الولايات المتحدة وبقية أنحاء العالم.