امتنع كبار الضباط في القيادة العسكرية التركية عن المشاركة في أول حفل استقبال يقيمه الرئيس التركي عبد الله غل منذ توليه منصبه أمس، في إشارة واضحة لتحفظ الجيش التركي المدافع عن العلمانية على انتخاب غل للرئاسة. وحرصت القيادة العسكرية في الوقت نفسه على إرسال رسالة لغل، إذ اختارت جنرالا متوسط الرتبة ليمثلها في الحفل كان مسؤولاً بدرجة عالية عن سقوط حكومة نجم الدين أربكان عام 1997، الذي كان غل وزيراً فيها. ووفقا لرويترز حضر الجنرال أردل جيلانغولو الحفل أمس مع عدد من المسؤولين العسكريين ذوي رتب متواضعة. ولعب جيلانغولو دورا أساسيا في سقوط حكومة حزب «الرفاه» عندما أمر بإرسال دبابات الى حي سنكان في أنقرة. واعتبرت صحيفة «حريت» التركية أن إرسال الجنرال جيلانغولو الى الحفل كان بمثابة رسالة الى غل وحكومة حزب «العدالة والتنمية» المنبثق عن حزب «الرفاه». وحاول مكتب رئيس الجمهورية التقليل من شأن الحادثة، إذ أصدر بياناً أمس جاء فيه أن القادة العسكريين الأتراك كانوا مشغولين بواجبات خارج أنقرة منعتهم من حضور الحفل. وفي إشارة ترجمتها الصحافة التركية على أنها بادرة حسن نية من غل، لم تحضر زوجته خير النساء الحفل. وبينما حضر وزراء ومشرعون ودبلوماسيون الحفل، قاطعه أعضاء حزب المعارضة الرئيسي. وكان «حزب الشعب الجمهوري» قد أعلن قبل انتخاب غل عزمه مقاطعة جميع فعاليات قصر الرئاسة في حال انتخابه.