إيطاليا تقاطع نفسها ليوم واحد

قرروا الامتناع عن أكل المكرونة احتجاجا على ارتفاع الأسعار

تتنوع وصفات الباستا وتختلف من منطقة الى أخرى في إيطاليا، ويشتهر قطاع بوليا الواقع الى الجنوب من البلاد بتقديم الباستا من نوع الفيتوتشيني أو لينغويني أو سباغيتي مع ثمار البحر، ويطلق على هذا الطبق اسم Linguini Del Pescatore أي «لينغويني صياد السمك»
TT

طبق الباستا بجميع أنواعها بالنسبة للإيطاليين، مثل الماء بالنسبة للأسماك، فلا يمكن تخيل إيطاليا وشعبها من دون الطبق الوطني الرسمي، وذلك بعد أن دعت مجموعة من الإيطاليين الى إضراب ليوم واحد عن شراء الباستا بسبب ارتفاع سعرها بنسبة 20 في المائة.

لكن الإضراب المتوقع اليوم في إيطاليا لن يثني الإيطاليين عن أكل الباستا وإنما عن شرائها، خاصة، أنها تعتبر من أهم المقومات الغذائية في إيطاليا بجميع مدنها.

وتشير الأرقام الى أن كل إيطالي يتناول 28 كيلوغراما من الباستا في العام الواحد، فالباستا هي غذاء أساسي بالنسبة للإيطاليين، وهذا ما أثار حفيظتهم عند إعلان لائحة الأسعار الجديدة التي أرجعها نائب رئيس مصنعي الباستا في إيطاليا الى غلاء أسعار الحبوب في العالم ككل وليس في ايطاليا فقط، وبرر موقف المصانع بأنها تتأثر بغلاء أسعار المواد الرئيسية في تصنيع الباستا التي لا تزال تعتبر رخيصة بالمقارنة مع أطباق أخرى، وتوجه الى الإيطاليين بالقول «إن الإضراب لن يجدي نفعا، فطبق الباستا يظل أرخص من الطبق الذي سيحل مكان الباستا يوم الإضراب».

ومن المعروف أيضا عن إيطاليا أنها تقوم باستيراد نصف كمية المكونات المستعملة في تصنيع الباستا والخبز من الخارج فهي لا تعول على زراعتها للحبوب إلا بنسبة النصف.

وصرح مسؤول في قطاع الزراعة بالولايات المتحدة إن المحصول الزراعي لهذا العام كان سيئا جدا، ويمكن الجزم بأنه وصل الى أسوأ المعدلات منذ 33 عاما. أسعار الباستا في طريقها الى الارتفاع، غير أن فكرة تخلي الإيطاليين عن طبقهم المفضل غير واردة على الإطلاق. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الباستا إلا أنها تبقى من ألذ وأرخص الأطباق في العالم. ونظرا لارتفاع الاسعار فسيدفع الايطاليون 20 في المائة زيادة مقابل الحصول على طبق المكرونة، ولن تكون المقاطعة من اجل عدم أكلها، ولكن من اجل عدم شرائها. نائب رئيس جمعية صناع المكرونة في ايطاليا قال تعليقا على المقاطعة «سيدفع الايطاليون ثمنا أغلى عند المقاطعة، فلا شيء ارخص من المكرونة في ايطاليا، فحتى التفاح اغلى منها» بحسب ما نقلت عنه الاسوشيتدبرس.

ويقول المدير التجاري لاحدى كبرى شركات تصنيع المكرونة دي سيكوس «ان الاضراب رمزي ولن يكون له تأثير»، معتبرا ان «مقاطعة المكرونة (في ايطاليا) تعتبر بمثابة اعلان حرب» بحسب الاسوشيتدبرس.