هل مزاج الناس في رمضان لا يحتمل القضايا الشائكة؟

TT

أعمال يجمعها قاسم مشترك هو المضمون الاجتماعي الذي يطرح قضايا ما تزال حساسة في المجتمعات العربية، وبينها ما يعتبر خطوطاً حمراء، منعت جميعها من العرض خلال هذا الشهر، لحجة تساق للمرة الأولى في السوق الدرامية العربية على هذا النحو الواسع. وهنا لا بد من التساؤل هل ثمة توقيت ملائم أو غير ملائم لطرح القضايا الإشكالية على الشاشة الصغيرة؟

في سورية تم منع مسلسل «ممرات ضيقة» للكاتب فؤاد حميرة والمخرج محمد شيخ نجيب، على الرغم من نيله تقييماً ممتازاً، من قبل لجان المشاهدة. كذلك كان الأمر في مصر مع مسلسل «صرخة أنثى»، بطولة داليا البحيري وإخراج رائد لبيب. وفي الكويت، منع مسلسل «للخطايا ثمن» كتابة وتمثيل وإنتاج نايف الراشد وإخراج محمد عايش. وفي السعودية، تم تأجيل عرض مسلسل «أخوات موسى» من تأليف وإنتاج وتمثيل حسن عسيري.

يقول أحد المتابعين للدراما العربية: «أكيد هناك أعمال تصلح أو لا تصلح لطبيعة شهر الصوم، ما يفترض أن تكون خفيفة لأن العمل الرصين والجاد يموت في زحمة العروض، وفي ساحة توفر خيارات واسعة جداً ومن الصعب الإحاطة بها جميعها، فيمكن لعمل تراثي سياحي أو كوميدي تهريجي أن يستقطب الانتباه في حين يتم إهمال عمل رصين يتناول قضايا راهنة على غاية من الأهمية. فالمشاهد في رمضان يبحث عما يسليه أو يضحكه، لا ما يتعب رأسه في التفكير والجدل. لكن هل يبرر هذا الطرح منع مثل هذه العروض في موسم بات من المعروف أنه الأفضل للترويج والتسويق، وأن العمل الذي لا يعرض في هذا الموسم يتعرض لخسائر باهظة؟

الشاعرة والسينمائية هالة محمد، تستنكر من حيث المبدأ الحديث عن توقيت مناسب لطرح الأفكار وإثارة النقاش، وتقول: «دائما لدينا مشكلة في التوقيت، ودائما الوقت غير مناسب لقول كذا أو كذا، لأن هناك خطراً يهدد الأمة». وبرأيها، هذا خطأ «لأن الوقت مناسب دائماً لقول ما نريد. أما عن منع عرض مسلسلات معينة، فتنظر إلى المسألة من زاوية أخرى باعتبار هذا الشهر بمثابة مهرجان للدراما.