هجرة جماعية للأجانب تثير التساؤلات حول مستقبل هونغ كونغ

انخفضت أعدادهم بنسبة كبيرة بعد عام 1997

TT

بدأ الاميركيون وغيرهم من أبناء أوروبا الغربية في مغادرة هونغ كونغ بالآلاف، مما أثار تساؤلات حول مستقبل المدينة كمدخل تجاري الى الصين وجنوب شرق آسيا.

ومنذ نهاية عام 1997، حين عادت المستوطنة البريطانية السابقة للسيادة الصينية، انخفض عدد الأميركيين الذين يعيشون هناك بنسبة 7680 شخصا أو 21 في المائة، بحيث أصبح الآن 28230. فلمدة قرنين، كانت الشركات الغربية تستخدم هونغ كونغ قاعدة لإقامة الأعمال في الصين، وتستفيد من البنية الأساسية الجيدة والمصارف ذات السمعة العالمية والمحاكم العادلة. إلا أن الازدهار الذي تشاهده الصين بدأ في جذب الشركات الى الأراضي الصينية.

وقال مايك بكينز، مدير شركة كورن وفير انترناشونال للتوظيف، «إن الصين تمتص العديد من مواهب الأجانب». وتتحرك الشركات المتعددة الجنسيات الى شنغهاي بكامل عتادها.

وقالت لوري أندروود، التي قابلت العديد من المديرين الأجانب في الصين لتأليف كتابها «CHINA CEO» ان «فوائد وجودك مباشرة في السوق الصيني تتعدى فوائد هونغ كونغ.

وتستخدم الشركات المتعددة الجنسيات موظفين محليين في الوظائف الكبرى. وقال بكينز «لقد تحسنت المواهب المحلية كثيرا. كل الشركات تعين شخصيات محلية في وظائف أساسية. وهم هنا من أجل العمل على المدى الطويل. يضاف الى ذلك مواهب الحديث باللغة الصينية وأنهم لا يطالبون بمرتبات كبيرة تشمل بدل السكان وبدل تعليم الأولاد في مدارس دولية ذات تكلفة عالية».

هونغ كونغ الملوثة جعلت من الصعب على المدينة جذب المديرين الأجانب. فنحو 35 في المائة من الأعمال في هونغ كونغ أشارت الي مواجهتها لمتاعب في الحصول على موظفين للعمل هناك. وكشفت إحصائية لشركة هدسون للتوظيف عن أن تلك الصعوبات هي نتيجة مباشرة لتلوث مناخ المدينة.

الجنسية المشتركة ربما تجعل من مغادرة هونغ كونغ أمرا يبدو أكبر مما هو عليه. فحسب القانون الصيني المطبق هنا منذ عام 1997، فإن الصينيين المولودين في هونغ كونغ أو الأراضي الصينية يعتبرون صينيين، حتى وإن كانوا يحملون جوازات سفر من دول أخرى وكانوا يعتبرون أجانب.

وتشير أدلة أخرى الى ان انخفاض عدد الأجانب ربما لا يبدو بهذا الحجم. فالمدارس الدولية مزدحمة، وإن كان ذلك يعكس زيادة الطلب بين المحليين على التعليم الانجليزي، كما أوضح بيتر كروويل، المتحدة باسم مؤسسة المدارس الإنجليزية.

وذكرت «إنفست إتش كاي»، وهي وكالة حكومية تروج للاستثمارات الأجنبية في هونغ كونغ، أن عدد الشركات الأميركية التي تحتفظ بمقرات إقليمية في هونغ كونغ، قد زاد زيادة مطردة ـ من 256 في عام 2004 إلى 262 في 2005 و295 في العام الماضي.

وقد انتقلت اندروود الى شنغهاي وعملت مديرة للاتصالات الخارجية في كلية الصين أوروبا الدولية للأعمال هنا. وقالت في هذا الصدد «يبدو أن دور هونغ كونغ قد انتهى. أردت العمل في السوق الصيني، وليس في سوق هونغ كونغ».

* خدمة تريبون ميديا سيرفيز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»